اتحاد كتاب المغرب.. الفرصة الأخيرة مصطفى لغتيري

جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-

بقلم الكاتب المغربي مصطفى لغتيري-

بعد تجربة متواضعة في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، اكتشفت خلالها كثيرا من الاختلالات، التي يعاني منها الاتحاد، ومن بينها سوء التدبير وعدم التخليق وغياب النزاهة والانفراد في اتخاذ القرارات،  وصياغة البيانات، التي يدبجها الأخ الرئيس، ويعممها على أعضاء المكتب التنفيذي دون استشارتهم او وإشاركهم في الرأي، ثم يعممها فيما بعد على الراي العام باسم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب.  نتيجة لذلك وغيره قررت ان أتخذ موقفا يبعدني عن هذه التجربة، التي جعلت مبادئي على المحك، لقد كنت أمام الاختيار بين أن استمر عضوا في المكتب التنفيذي، متجاهلا كل الخروقات التي كنت وإخوتي في المكتب التنفيذي شاهدين عليها، او أن أتخذ موقفا ينسجم مع اقتناعاتي ومبادئي، فانحزت في نهاية المطاف وبعد تفكير عميق إلى مبادئي، حتى أظل منسجما مع تصوري للعمل الثقافي، الذي لا أراه خارج التدبير الديمقراطي، والتشاركي والتخليق.

وبعد هذا القرار الذي اتخذته وأخبرت به المكتب التنفيذي، لم يمض وقت طويل حتى تبين لباقي أعضاء المكتب التنفيذي ومعهم عموم الكتاب أن ما نبهت إليه من سلوكات في بيان تجميد العضوية حقيقي وراسخ في الاتحاد، ولا يمكن غض الطرف عنه، فتوالت- نتيجة لذلك- الانسحابات، حتى شلت أجهزة الاتحاد بأكملها، فأضحى جثة، يستلذ البعض باستنزافها إلى آخر  الرمق.

مرت مياه كثيرة من تحت الجسر، وما كدت أنسى هموم الاتحاد ومشاكله، ولو انني أتابع عن بعد تطوراته المؤسفة بكثير من الحسرة، حتى اتصل بي الأخ عبد الدين حمروش من أجل أن يجتمع أعضاء المكتب التنفيذي للبحث عن حل، لعلنا نستطيع  إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بعد التعثرات المتوالية في عقد المؤتمر، والتي بدا للبعض أنها مقصودة من أجل أن يستمر الحال على ما هو عليه.

اليوم اظن أن الفرصة الأخيرة تلوح في الأفق، خاصة وأن وزارة الثقافة في شخص السيد الوزير عبرت عن استعدادها لتوفير الدعم اللازم للاتحاد من أجل عقد مؤتمره المنشود، على الأقل لينتخب المؤتمرون هياكل الاتحاد، لعل ذلك يساهم في إعادة الروح إلى منظمتنا العتيدة.

في ظل هذه الأجواء الإيجابية أتمنى صادقا أن تتغلب الروح الوطنية والمصلحة العامة لدى الجميع، حتى نتجاوز جميعا هذه العقبة الكأداء، التي تواجه بيتنا الرمزي المشترك، واعتقد أن ذلك لن يتحقق دون ان يعبر الجميع عن رغبته الصادقة في إنجاح المؤتمر المنتظر، ولعل أهم خطوة ستساهم بلا ريب في إنجاح المؤتمر هي ان يلتزم أعضاء المكتب التنفيذي الحالي ومعم الرئيس بعدم  الترشح للمسؤولية من جديد، حتى يفتحوا المجال للوجوه الجديدة لتتحمل المسؤولية في هياكل الاتحاد، فمن العار أن تطيح الأنانيات المرضية بكل الرأسمال الرمزي، الذي راكمه اتحاد كتاب المغرب عبر تاريخه الطويل المشرف وطنيا وعربيا.