القصة والحياة

جريدة أرض بلادي_ الدار البيضاء_
مصطفى لغتيري
ليس الحزن والفرح إلا حالات طارئة واستثنائية في الحياة، فلا نتصور وجود أشخاص سعداء أو حزينين باستمرار، يعيشون حالاتهم هذه في وضع مستقر لا يتلاءم مع طبيعة الحياة المتقلبة، لذا وأنت تكتب قصصك تجنب المبالغة في جعل شخصيتك حزينة باستمرار أو سعيدة باستمرار، واعلم أن هذا التوجه الذي يبالغ في تصوير الفرح أو الحزن من تأثير الاتجاه الرومانسي، الذي عفا عنه الزمان، فالحياة ليست أحزانا كلها ولا أفراحا كلها، وليس فيها أشخاص طيبون بالمطلق أو سيئون بالمطلق. لذلك اسع جاهدا لتعكس في قصصك تناقضات الحياة، ففي أوقات متقاربة قد نسعد وقد نحزن، كما يمكن أن نكون طيبين ثم نتحول فجأة إلى أشرار إذا مست مصالحنا الحيوية، والقصة – كما هو معلوم- تسعى لإيهام القارئ بواقعيتها وإن كان الأمر في حقيقته المتفق عليها مجرد إيهام لا أقل وأكثر.