أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الاثنين)، عن أمله في تحسين التعاون مع روسيا في سوريا، داعياً نظيره الروسي فلاديمير بوتين للضغط على إيران لوقف أنشطتها بالمنطقة.

وأشاد ترمب بالحوار “المباشر والصريح” مع بوتين بعد قمة تاريخية في هلسنكي بين الزعيمين. وقال في مؤتمر صحافي مشترك: “لقد اختتمت للتو اجتماعاً مع الرئيس الروسي بشأن سلسلة من القضايا المهمة لبلدينا، أجرينا حواراً مباشراً وصريحاً ومثمراً للغاية”. مطالباً بممارسة الضغوط على إيران لوقف أنشطتها وتدخلاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وأضاف: قمة هلسنكي “ليست سوى بداية” لعملية استعادة العلاقات، مردفاً: “من مصلحة كل منا مواصلة حوارنا واتفقنا على القيام بذلك. أنا متأكد من أننا سنلتقي مستقبلاً في كثير من الأحيان، وآمل في التوصل الى حل المشاكل التي ناقشناها اليوم”.

وتابع الرئيس الأميركي: تجاوزنا مرحلة حرجة في العلاقات بين البلدين، واتخذنا الخطوات الأولى صوب مستقبل أكثر إشراقاً يقوم على التعاون والسلام… رفض الحوار لن يحقق أي شيء. إذا أردنا أن نحل الكثير من المشكلات التي تواجه عالمنا، فسوف يتعين علينا إيجاد سبل للتعاون”.

وأفاد بأنه بحث مجموعة كبيرة من القضايا الحساسة للبلدين ومنها الحرب في سوريا وقضية إيران والإرهاب العالمي والحد من الأسلحة النووية، مشيراً إلى أنه تناول أيضاً في محادثاته قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية.

وأعلن ترمب، أن التحقيق في احتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات التي فاز فيها بالرئاسة “كارثة” للولايات المتحدة، مضيفاً: “لقد قمنا بحملة رائعة لذلك أصبحت رئيساً”، مكرراً نفيه الشديد لمزاعم استفادته من حملة قرصنة ودعاية روسية لتحقيق الفوز في 2016 على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

من جانبه، وصف بوتين محادثاته مع نظيره ترمب بـ”الناجحة جداً والمفيدة للغاية”، مبينا أنها “جرت وسط أجواء من الصراحة والعمل”.

واعتبر أنه لا يوجد أي “سبب موضوعي” لكي تكون العلاقات بين البلدين صعبة، وقال: “من الواضح للجميع أن علاقاتنا الثنائية تجتاز مرحلة صعبة، لكن رغم هذه الصعوبات لا يوجد أي سبب موضوعي لهذه الأجواء المتوترة”.

وأكد الرئيس بوتين أن موسكو “لم تتدخل إطلاقا” في انتخابات عام 2016، كما تتهمها واشنطن، مضيفاً: “كان عليّ أن أكرر ما سبق أن قلته عدة مرات: الحكومة الروسية لم تتدخل إطلاقا ولا تنوي التدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، بما في ذلك في العملية الانتخابية”.

وعرض الرئيس الروسي على واشنطن استجواب عناصر الاستخبارات الروس المتهمين بالتدخل في الانتخابات ، مشيراً إلى أن “هناك اتفاق تعاون في القضايا الجنائية بين الولايات المتحدة وروسيا يعود تاريخه للعام 1999 لا يزال سارياً. في هذا الإطار يمكن (للنيابة العامة الأميركية) أن تطلب استجواب هؤلاء المتهمين”، مُرحِّباً بالتعاون بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية، متابعاً بالقول: “نحن نؤيد تمديد تعاوننا في مجالي مكافحة الإرهاب ومكافحة جرائم المعلوماتية. أجهزتنا الاستخبارية تحقق نجاحاً كبيراً”.

ووجهت واشنطن يوم الجمعة الماضي الاتهام إلى 12 من عناصر الاستخبارات الروسية بقرصنة أجهزة كمبيوتر للحزب الديموقراطي في 2016.

وذكر بوتين أنه كان يريد بالفعل فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية “لأنه كان يتكلم عن تطبيع للعلاقات بين البلدين”.