رمضان كريم (9) صلاة التراويح بالفيلاج  الدكتور “عبد العزيز حنون”

جريدة ارض بلادي-رصوان جميلي-

تدب الحركة في الفيلاج بعد سكون ساعة الافطار . تفتح الحوانيت وتلك المقاهي الصغيرة، التي تهيء الشاي وتبيع المشروبات الغازية, ابوابها من جديد أمام زبناء من نوع خاص. يتوجه من يصلون نحو المسجد، الذي لم يكن سوى حانوت سي عزوز الصديقي الفقيه، لأداء صلاة العشاء والتراويح. لم يكن وقتئد مسجد جامع بالفيلاج، لا أدري لماذا رغم أن المنطقة لها تاريخ طويل!

 

في حانوت سي عزوز كانت تبسط ما يكفي من الحصائر في الشارع لاستيعاب العدد الكبير من المصلين الذين يفوقون بكثير تلك المساحة الصغيرة للحانوت. المصلون القارون يستقبلون بترحاب و بتلقائية المصلين الموسميين خصوصا الشباب منهم. يتم الفرح برؤيتهم من طرف بعض كبار السن “الشياب” الذين يرددون باستمرار : “الشبكة ديال رمضان تشد تشد” لانهم كانوا متاكدين ان جزءا منهم سيداوم على الصلاة بلا انقطاع كما فعل سابقوهم.

 

يؤدي سي عزوز التراويح بقراءة مغربية أصيلة تسمع فيها القرآن غضا طريا يصدر من قلب فقير إلى الله لا كبر فيه ولا عحب، و بصوت سليم فصيح لا غنة فيه متكلفة ولا قلقلة مبالغ فيها تصك الاسماع.

 

ركعات خفيفة بثمن في الركعة يقرأها باسترسال تفاديا للاطالة حتى يفسح المجال و بدون إحراج لكبار السن، والعاجزين عن الوقوف الطويل، وربما من يحتاج لتجديد الوضوء لعذر مرضي، لأخذ أنفاسهم.

 

بعد نهاية التراويح يكون الدعاء و التسبيح الجماعي جهرا تسمعه من بعيد في سكون الليل وتحت ضوء شمعة أو شمعتين في جو روحاني ووسط هبوب نسيم بحري آت من الشاطئ الذي يبعد بحوالي عشرين كيلومترا. مباشرة يبدأ طي الحصير بشكل دائري و توضع بشكل عمودي في واحدة من زوايا الحانوت تدبيرا للمساحة الصغيرة لكنها انسانيا وروحيا كبيرة بوجود قلوب من طينة سي عزوز رحمه الله التي تسع الجميع ..