سخاء قياسي لتحويلات مغاربة إسبانيا 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

ساهم مغاربة إسبانيا، بشكل حاسم، في ارتفاع التحويلات نحو المغرب، ما أفضى إلى توفير إيرادات مهمة لأسرهم ودعم رصيد المغرب من العملة الصعبة في الثلاثة أعوام الأخيرة، في سياق الأزمة الصحية وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

خالف ذلك توقعات توقعات خبراء ومؤسسات بعد تفشي الفيروس في 2020. فقد كانت نتائج أول “بارومتر” أطلقه البنك الشعبي، بشراكة مع معهد الدراسات “إبسوس” في مارس 2021، بهدف التعرف على اتجاهات وحاجيات مغاربة العالم، خلصت إلى أن المغاربة المقيمين بإسبانيا وإيطاليا والشرق الأوسط، الذين يشتغل عدد كبير منهم في قطاع الخدمات، تأثروا أكثر من مواطنيهم في البلدان الأخرى من الأزمة الصحية، غير أنه يتجلى أن تحويلات مغاربة إسبانيا، كما مواطنيهم في بلدان استقبال أخرى، صمدت في ظل تلك الظرفية.

 

فقد هرع مغاربة إسبانيا في ظل الأزمة الصحية إلى الاستجابة لحاجيات أسرهم المقيمة بالمغرب، عبر التحويلات التي تعبر عن التضامن الراسخ لديهم، كما يلاحظ ذلك أنييغو موري، مؤسس منظمة “ريميساس” التي تعنى بتحويلات المهاجرين عبر العالم.

 

767233 مغربيا

 

وتفيد بيانات المعهد الوطني للإحصاء الإسباني أن 767233 مغربيا يقيمون بطريقة شرعية في إسبانيا إلى غاية فاتح يناير 2022، حيث يبقون أول جالية أجنبية مقيمة في ذلك البلد الأوروبي.

 

وتشير بيانات وزارة الشغل والهجرة والضمان الاجتماعي الإسبانية، الصادرة في نونبر 2022، أن 296835 مغربيا مسجلون في الضمان الاجتماعي إلى غاية أكتوبر 2022، إذ يعتبرون العمال الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يساهمون أكثر في الصندوق.

 

ويرى أنيغو موري، في حديث لـSNRTnews، أن تواضع عدد المسجلين في الضمان الاجتماعي، قياسا بعدد المغاربة المقيمين بإسبانيا، لا يعني أن الآخرين لا يشتغلون، بل يرجح أن يكون عدد منهم يعمل بطريقة غير مهيكلة.

 

من الفلاحة إلى الرياضة

 

ويلاحظ أن حوالي ثلث المسجلين في الضمان الاجتماعي من المغاربة يعملون في القطاع الزراعي، غير أنه يؤكد على أن المغاربة المسجلين كمزارعين يمثلون نصف المهاجرين العاملين في القطاع، معتبرا أنه لولا العمال المغاربة لما تمكن القطاع الزراعي الإسباني من مواصلة نشاطه بسلاسة.

 

ويؤكد أن مغاربة يخلقون مقاولات صغيرة في قطاعي البناء والفلاحة، كما عمد بعضهم إلى فتح محلات لتحويل الأموال، استجابة لانتظارات المهاجرين الذين يقطنون بالمناطق القروية، وهم يطبقون تكاليف مرتفعة بالنظر لقلة المنافسة.

 

ويشير موري إلى بروز مغاربة في قطاعات مهمة، مثل التكنولوجيات الحديثة، حيث ينجزون مشاريع خاصة بهم، مؤكدا على حضور الرياضيين المغاربة المحترفين في إسبانيا، والذين يلعب بعضهم في فرق كبيرة.

 

قفزة قوية

 

تلك أنشطة تفضي إلى مساهمة تحويلات مغاربة إسبانيا، بشكل حاسم في الارتفاع القياسي لمجمل تحويلات مغاربة العالم، التي بلغت في عام 2021 ما قدره 93,7 مليار درهم، مسجلة زيادة بنسبة 37,5 في المائة.

 

وتجلى أن تلك التحويلات قفزت إلى 13,3 مليار درهم في 2021، بزيادة بنسبة 14,2 في المائة، مقارنة بعام 2020، حين بلغت 8,62 مليار درهم، هي السنة التي شهدت فيها قفزة قوية مقارنة بعام 2019 و2018، حيث كانت استقرت، على التوالي، في 5,71 مليار درهم و5,61 مليار درهم، حسب بيانات مكتب الصرف.

 

وتأتي إسبانيا في المركز الثاني على مستوى تحويلات مغاربة العالم، حيث تمثل 14,2 في المائة، مقابل 32,3 في المائة للتحويلات القادمة من فرنسا.

 

ويستفاد من بيانات مكتب الصرف أن تحويلات مغاربة إسبانيا شهدت في عام 2021 أعلى نسبة نمو بحوالي 54,4 في المائة، وهي نسبة بلغت 48,3 و29 في المائة للتحويلات المتأتية على التوالي من إيطاليا وفرنسا.

 

وفي الخمسة أعوام الماضية، سجلت تحويلات مغاربة إسبانيا أهم نسبة نمو متوسط في حدود 23,2 في المائة متبوعة بتلك المتأتية من كندا بنسبة 17,8 في المائة وإيطاليا بنسبة 12,6 في المائة.