سلسلة اقرأ..ابداع معلم

جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-

بقلم حبيبة بن الشاكري-

أحمدبوكماخ،رجل من رجال التربية الذين أسدوا للوطن وأبنائه خدمة عظيمة تتجلى في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية و تثبيت الهوية الوطنية الإسلامية و القومية العربية من خلال وضعه لسلسلة الكتب “إقرأ” والتي اعتمدت مرجعا للتدريس في المنهاج الدراسي لجيل السبعينات داخل المغرب وخارجه،لاسيما وأن السلسلة صدرت مباشرة بعد استقلال المغرب،فكانت تعبيرا صارخا عن استقلاله الفكري الثقافي التعليمي،و قد كانت دليلا للمتعلم و المعلم نظرا لما ضمته من معرفة وكذا معينات على تقديم دروس القراءة بداية بالمستوى الأول حيث اعتمدت الطريقة التحليلية من الكل إلى الجزء ،رغم أن بوكماخ لم يتلق دروسا في علوم التربية والديداكتيك وصولا إلى دراسة النصوص و حياة المؤلفين و كتابة الإنشاء بالمستوى الخامس،إضافة إلى دروس الخط والإملاء والنحو والصرف الخاص بكل مستوى دراسي…
مقرر دراسي متكامل مذيل بقاموس من الصور والكلمات يمكن اعتباره منجدا لطلاب المرحلة. و في كل طبعة جديدة كان المؤلف يضيف معلومات ويدخل تحسينات على الكتاب.
سلسلة ذات بعد جمالي و فني يثير الحماسة والفضول لتقليب أوراق الزمن والرجوع بالذاكرة إلى زمن الطفولة،لم تكن لي فرصة الدراسة بها،لكنها – و بفضل بنات وأبناء عمومتي -كانت مرجعا للمطالعة الحرة خلال العطلة الصيفية إلى جانب مجلة “العندليب” و أوراق يومية “بوعياد “الشهيرة. كتب كلما فتحتها داعبتني رائحة الخشب المنبعثة من أوراقها ،ابتسمت ،ثم تناثرت الذكريات الجميلة على رصيف الحياة المزدحمة تناثر أوراق الخريف.
قصة “الصرار والنملة” ،”الجاجة الشغالة”،”مدرستي الأولى”،”لغة الأجداد”،”بلاد الامجاد”،”كيف تكون عصاميا”….نصوص إذا تمعنت في معانيها وجدتها تستجيب للمرتكزات الأساسية لنظام التعليم وتحقف الغايات الكبرى والأهداف التربوية . تقديمها يتطلب توظيف البيداغوجيات النشيطة و يتطلب تقنيات تنشيط وفق المقاربات التعليمية و ذات طابع تغلب عليه الجدية المضحكة:سارع سارع…أنت البارع
سلسلة ” إقرأ ” مدرسة وطنية لغوية تربوية أنتجت أجيالا من ذوي الخبرة والمهارات كان لي شرف الدراسة على يديهم . و تظل موروثا حضاريا تاريخيا بشقين :
_مادي :عبارة عن كتب لازالت قيد الطبع.
_لامادي : راسخ في ذاكرة المغاربة قيما ثم عبارات تتردد على مر الزمان .