عالم الحكايات

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

مصطفى لغتيري_

الحكاية فن جميل، تعددت أساليبه وأشكاله، وتنوعت مضامينه باختلاف العصور والأمكنة التي أنتجت فيه، وقد تميزت الحكاية بغنى يصيب بالحيرة، حتى وإن ذهب بعض الأنتربولوجيين إلى أن جميع حكايات العالم تتفق رغم اختلافها الظاهر في بنيتها الحكائية العميقة، وأكاد أجزم أنه لا يوجد شعب في الأرض قديما أو حديثا لم يبرع في هذا الفن الجميل، إنه فن يختزل التاريخ المنسي للشعوب بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وقد امتزج في بدايته بالأسطورة فترك لنا تراثا ضخما، كان في وقت إنتاجه جوابا على كثير من الأسئلة المحيرة، التي أرقت الإنسان، وخاصة تلك الأسئلة الميتافيزيقية الغيبية الماورائية، لذا كان تركيز مبدعيها على الآلهة وصراعاتهم ورغباتهم، من قبيل حكاية أو أسطورة جلجامش، وحكايات آلهة اليونان التي لا حدود لتفرعاتها، ثم تطورت الحكاية فيما بعد لتصبح ملتصقة أكثر بما هو أرضي، لكن هذا الارتباط اقتصر على جانب منه فقط، بيد أن حنينها لماضيها لم ينقطع ابدا، لذا نجد أنها انصبت على أنصاف الألهة أقصد الأبطال والفرسان الذي يصنعون الخوارق بمغامراتهم التي لا تنتهي، والتي تعبر في أحد مستويات التأويل عن حنين الإنسان وتوقه إلى الكمال، الذي لن يبلغه أبدا، ومنها قصص سيف بن ذي يزن والملك أرثور على سبيل المثال لا الحصر، وحين تطور الزمان وتخلص الإنسان نسبيا من أوهامه وطموحه المرضي لبلوغ الكمال، والتصق أكثر بالأرض وبهمومها التي لا تنتهي، بعد أن وعى أنه لا مخلص له منها إلا بكده وجده، حينها اهتمت الحكاية بالإنسان العادي محاولة تصوير انشغالاته الصغيرة وكفاحه اليومي من أجل البقاء، او تحقيق الحياة الكريمة، من خلال مصارعة المرض والجوع والفاقة كحكاية الأم التي تبحث عن دواء للموت بعد فقدانها لابنها الأوحد، أو حكاية الشمعة المنطفئة.

وحين حقق الإنسان فتوحات كبيرة في العلم والتكنولوجيا كان لا بد للحكاية أن تتطور لتتأثر بهذه الأجواء الجديدة، فأنتج لنا مبدعو الحكايات ما يتناسب مع العصر من قبيل حكاية الرجل الوطواط وحكاية الرجل العنكبوت وحكاية الرجل المتعالي وغيرها من الحكايات.

وخلال رحلة الحكاية الطويلة استفاد مبدعوها، سواء كانوا أفرادا أو جماعات، من الكائنات الحية، التي تشاركهم الحياة على هذه الأرض، فأوردوا حكايات على ألسنة الحيوانات وأنسنوا الجمادات والنباتات، ورصعوا هذه الحكايات بأمثال لامعة، وتوجيهات أخلاقية، تستهدف التربية وتهذيب النفس والطباع.

وهذه بعض الحكايات المختارة:

حكاية جلجاميش.

حسب المصادر التاريخية يعد جلجاميش شخصا حقيقيا حكم منطقة “أوروك” في جنوب بلاد ما بين النهرين في النصف الأول من الألف الثالثة ق.م ..غير أن الملحمة تدعي أن نصفه كان إلها ونصفه بشرا ..أعجبت به “عشتار” إلهة الحب ورغبت في الزواج منه..فاغتاظ منه الإله “أنو “فأرسل إليه بطلا يدعى أنكيدو ليقضي عليه . لكن جلجامش صارعه وتغلب عليه ،فأصبحا صديقين حميمين.

رفض جلجاميش الزواج من عشتار، فغضبت، وأرسلت له ثورا إلهيا ليقتله، لكنه تغلب عليه بمساعدة صديقه أنكيدو. حينها قررت عشتار الانتقام منه فسلطت على صديقه مرضا أهلكه.. صدم جلجاميش لموت أنكيدو، فقرر البحث عن سر الخلود..وبعد جهد مضن كشف له رجل هذا السر، فوصف له نبتة تنمو في أعماق البحر تعيد له الشباب..غاص البطل في أعماق البحر وعاد بالنبتة ،غير أنه في طريق العودة، خاتلته أفعى وسرقتها منه..

وفي نهاية الملحمة يزوره شبح صديقه أنكيدو، ليحدثه عن متاعب العالم الآخر، ويؤكد له أن

الخلود مستحيل، لأن الموت مصير كل كائن حي.

زوجة الفلاح ..

حكاية هندية

كانت امرأة جميلة تعيش مع زوجها العجوز ..ذات يوم التقاها رجل شاب فقال لها مستغربا:

– كيف تعيشين مع ذلك العجوز ،وأنت تتمتعين بهذا الجمال الفائق..ألا تفكرين في الزواج من شاب فقير مثلي؟

فكرت المرأة مليا ، ثم قالت:

– إن زوجي رجل غني، و أعرف أين يخبئ ماله، فانتظرني.

بعد وقت وجيز عادت المرأة بالمال .. أردفها الشاب وراءه على بغلته، ومضيا حتى وصلا نهرا كبيرا ، فخاطبها قائل :

– أخشى إن عبرنا النهر معا أن يجرفنا التيار ويضيع منا المال، لم لا نتنظرين هنا، حتى أعبر وأضع المال في مكان آمن ثم أعود إليك؟

أبي يغزو و أمي تحدث

حكاية عربية

يحكى أن رجلا عاد غانما سالما من غزوة غزاها ، فجاءه الناس مهنئين ، سائلين عن أخبار القوم الذين غزاهم..انبرت زوجته للإجابة نيابة عنه ، فقالت للناس ، لقد قتل من القوم كذا ، وأصاب كذا ، وهزم كذا ، وذلك حتى قبل أن ينطق الرجل بكلمة واحدة ، فلما سمع ابن لها كلامها قال متعجبا:” أبي يغزو و أمي تحدث.”

فصار في الناس مثلا لمن يفتخر بنجاحات غيره,

كليوباترا ..الملكة السمراء.

حكاية مصرية

سحرت كليوباترا العالم لفترة غير قصيرة من الزمان، حتى اعتبرتهاروما أخطر على وحدتها من أي جيش جرار.. هي الملكة الشابة السمراء، تنازعت الحكم مع أخيها، وحين حضر يوليوس قيصر إلى مصر فتنته بجمالها، فساعدتها على تولي الحكم.. حينما قتل قيصر تحالفت مع مارك أنطونيو ،حاكم المنطقة الشرقية من الإمبراطورية الرومانية.. فتن هو الآخر بجمالها وذكائها فتزوجها..

انهزم جيش كليوباترا وجيش مارك أنطونيو في الحرب، وعادا مهزومين إلى مصر..ويزعم أنها أشاعت خبر انتحارها، فلما علم به أنطونيو انتحر.. بعد ذلك انتحرت هي الأخرى بوضعها أفعى في فراشها.

جان دارك

حكاية فرنسية

خلال القرن الخامس عشر حين كانت فرنسا تعاني من سيطرة إنجلترا ولدت جان دارك.. وحين أصبحت شابة كانت تسمع “أصواتا” تدعوها لمحاربة إنجلترا، و إنقاذ فرنسا من سطوتها.قصت جان دارك شعرها وارتدت ملابس الرجال، وأبلغت ولي عهد فرنسا أن الإله انتدبها لتحرير فرنسا.. حقق الأمير في أمرها، و بعد التحري أسند لها قيادة الجيش ولما تتجاوز السابعة عشر من عمرها.

حاربت الإنجليز وألحقت بهم الهزيمة في مدينة أورليان،وتوجت ولي العهد شارل السابع في مدينة رينس ملكا على فرنسا .. استمرت في معاركها وتحريضها للناس من أجل محاربة الإنجليز إلى أن انهزمت في معركة ضد فرنسيين متعاونين مع الإنجليز، فسلموها لهم .. فحوكمت أ مام محكمة تفتيش فرنسية، وحكم عليها بالإعدام حرقا، فأحرقت حية في ماي 1431، وفي عام 1920 ضمتها الكنيسة إلى قائمة القديسين.

لا أحد يمتلك الحقيقة

أحضر فيل إلى ستة عميان، وطلب منهم أن يصفوه ..لمس أولهم جانبه ، فقال إنه يشبه الجدار، ولمس الثاني أحد أنيابه فأجاب إنه يشبه السيف، ولمس الثالث خرطومه فقال إنه يشبه الأفعى، ولمس الرابع ساقه، فقال إنه يشبه جذع شجرة، ولمس الخامس أذنه فقال إنه يشبه المروحة، ولمس آخرهم ذيله فقال بل إنه يشبه الحبل.

الأم الحقيقية

حكاية صينية

أنجبت امرأة طفلا ، حين جن الليل تسللت امراة أخرى إلى البيت وسرقته، وفي الصباح ادعت أنه ابنها، و رفضت تسليمه لأمه الحقيقية ..

رفعت القضية إلى القاضي ، فطلب وضع الطفل على بعد بضعة أمتار متساوية من كل من المرأتين، و أخبرهما بأن من أسرعت نحوه لأخذه قبل الأخرى فهي أمه الحقيقية.

وصلت المرأتان عند الطفل في وقت واحد ،وراحت كل منهما تجذبه نحوها بقوة، خوفا أن يضيع منها ، لكن في لحظة ما أرخت إحداهما قبضتها خشية أن يصاب الطفل بضرر ما.

ابتهجت المرأة التي استولت على الطفل ،لكن القاضي قرر أن الأم الحقيقية هي التي كفت عن جره الطفل نحوها رأفة به خوفا على سلامته.

هرقل

اشتهر هرقل بقوته البدنية الخارقة، ويروى أن الآلهة خيرته في صغره بين حياة الراحة والمتعة، و حياة التعب والمجد فاختار الأخيرة.

من بين إنجازاته:

-قتل الثعبان الناري.

-ذبح الخنزير البري.

-أخذ التفاحة الذهبية من التنين.

-قتل العملاق كاكوس.

-قضى على بوسيروس المفترس.

-كسر أحد قرني أخيلوس الجبار.

-قتل الأسد الجبار.

-حرر بروميتيوس”سارق النار”.

– رفع السماء على كتفيه.

اكتشقت حبيبته خيانته لها، فأرسلت إليه قميصا مسموما، وعندما ارتداه بدأ لحمه يتساقط.. رفض أن يموت مسموما ، فألقى بنفسه في النار.

الأبله والحكيم..

من حكايا لافونتين.

حكاية فرنسية

أخذ رجل أبله يشتم رجلا حكيما ، ثم مالبث أن شرع يرميه بالحجارة.. صبر الرجل الحكيم على هذا الابتلاء، وحين تعب الأبله تقدم الرجل الحكيم نحوه، وأعطاه قدرا من المال ، مخبرا إياه أنه أجر يمنحه له مقابل تعبه.. فرح الأبله بما تقاضاه، وحين ود الانصراف أشار الحكيم إلى رجل آخر يحيط به الخدم.. و أخبرالأبله أنه رجل ثري وكريم، وسيمنحه أضعافا مضاعفة من المال إذا فعل معه نفس الشيء “أي شتمه ورماه بالحجارة”..

ركض الأبله نحو الرجل الثري ، وبدأ يشتمه ويرميه بالحجارة ، لكن سرعان ماهاجمه الخدم وأشبعوه لكما ورفسا.

أكلتم تمري وعصيتم أمري.

حكاية عربية

ثار عبد الله بن الزبير على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وطمع في أن يصبح خليفة للمسلمين بدله، فسلط عليه عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي، فهاجمه في مكة، وحين اشتد الأمر على مناصري ابن الزبير انفضوا من حوله، وتحصن…Voir plus…

الشمعة المنطفئة

كان لرجل ابنة يحبها كثيرا ،فأحسن تربيتها ورعاها خير رعاية ..لكن الفتاة أصابها مرض خبيث فماتت.. حزن الأب المكلوم على ابنته حزنا شديدا،حتى أن الدموع لم تعد تفارق عينيه ليل نهار.

ذات ليلة وبينما هو نائم، رأى نفسه و كأنه يتجول في رحاب الجنة، فشاهد جماعة من الفتيات يمشين بخطى هادئة مطمئنة، و يحملن شموعا مشتعلة.. فجأة أثار انتباهه وجود فتاة من بينهن تحمل شمعة منطفئة .. تقدم نحوها بثبات، وحين دنا منها بشكل كبير عرفها، إنها ابنته.. نظر إليها نظرة حانية ثم سألها:

-لم شمعتك منطفئة يا بنيتي؟

فأجابته:

– لقد أطفأتها دموعك يا أبتي.

في الصيف ضيعت اللبن

حكاية عربية

تزوج “عمرو بن عدس” وهو رجل طاعن في السن بامرأة جميلة، ما لبث أن كرهته، وطلبت الطلاق.

تزوجت المرأة -بعد طلاقها منه – رجلا شابا، ولكنه فقير، فاضطرت أن تبعث ذات ليلة إلى عمرو بن عدس، تطلب منه بعض اللبن، يسكتان به جوعهما فرد على من أرسلته:

-قل لها ” الصيف ضيعت اللبن”.

خلق المرأة

حكاية يونانية

تفترض الأسطورة اليونانية أن البشر كانوا في الأصل “و حدات” تامة ، مكونة من الذكورة والأنوثة في نفس الوقت، ولكن كبير الآلهه” زيوس” غضب عليهم فشطرهم إلى نصفين عقابا لهم، وهكذا انخرط كل نصف يبحث عن نصفه المفقود المشطور عنه .. ولما كانت إعادة اندماج بعضهم ببعض مستحيلة ، سعى كل منهما إلى الحب كوسيلة مثلى لتحقيق الاكتمال القديم .

أمون-رع

هو إله طيبة المصرية و نواحيها.يظهر في الرسومات الفرعونية على شكل رجل يرتدي تنورة ، و في بعض الأحيان يكون له رأس كبش..توحد مع الإله رع الذي يمثل الشمس، فأصبح يعرف بأمون – رع ، فتقوت- نتيجة لذلك- سلطته ونفوذه و أطبقت شهرته الآفاق..

وقد حضي بمركب فخم يتجول به مرة في السنة في رحاب نهر النيل، مصحوبا بالفرعون، من أجل زيارة المقابر والألهة المستقرة في الضفة الغربية لنهر النيل.

العربة والذبابة

من حكايا لافونتين

حكاية فرنسية

توقفت عربة خيل في طريق وعر، بعد أن عجزت الخيول الستة على ججرها.. طلب الحوذي من الركاب أن ينزلوا ليساعدوه على دفعها، في تلك الأثناء جاءت ذبابة، وراحت تتنقل من حصان إلى آخر، محدثة طنينا قويا ، معتقدة أن ذلك سينشط الخيل.

وبعد جهد كبير من الحوذي والركاب اجتازت العربة الطريق الوعر، فطلبت الذبابة من الخيل أن تدفع لها أجر تعبها.

الملكة حتشبسوت

حكاية مصرية

تعد أول امرأة حكمت مصر ..تولت الحكم سنت 1503 ق.م.، كانت تظهر على هيئة رجل، إذ وضعت اللحية المستعارة التي دأب الفرعون على وضعها .. اهتمت حتشبسوت بتشييد المباني و المعابد، وكانت حريصة على الإشارة ضمن نقوش المباني إلى تاريخ مولدها المقدس، واختيار الإله أمون لها لتكون الفرعون الحاكم.. انتهى حكمها حوالي عشرين سنة، بعد أن ظهر منافس قوي لها تمثل في شريكها في الحكم، لما أصبح قائدا للجيش.. و يختلف المؤرخون حول مصيرها النهائي ، بين من يدعي أنها أقيلت ، ومن يرى أنها قتلت، وآخرون يعتقدون أنها ماتت موتا طبيعيا.

كيساغوتامي

“قصة بوذية”.

تزوجت امرأة جميلة رجلا ثريا ، وأنجبت طفلا ، ملأ دنياها بهجة ، فلم تعد تتصور الحياة بدونه ،لكن ما إن بلغ الطفل سنة واحدة من عمره حتى اختطفته يد المنون.. لم تصدق المرأة الأمر ، فحملت طفلها، وأخذت تطوف به القرية، تسأل الناس دواء يعيد الحياة إليه.

صادفت في طريقها حكيما، فنصحها بالذهاب عند بوذا..وحينما مثلت بين يديه وأخبرته بطلبها ، قال لها بوذا بأنه سيعد لها الدواء، إذا أحضرت له حفنة بذور الخردل من بيت لم يدخله الموت..

انتقلت المرأة من بيت إلى آخر باحثة عن حفنة الخردل، فكان أصحاب كل بيت بعد أن يقدموا لها الحفنة يجيبون على سؤالها بأنه قد مات لهم أب أو أم أو أخ أو ابن..

وبعد معاناة وألم، أدركت المرأة أن ما عليها سوى أن تدفن ابنها ، وتعزي نفسها بالصبروالسلوان ، فلا أحد بمنأى عن الموت.

الملك أرتور

كان الملك أرتور حاكم كاملوت في بلاد الغال.. شتهر بالمائدة المستديرة، التي جمع حولها فرسانه، وبسيفه السحري الذي قهر به أعداءه.

ومن بين قصصه المثيرة بحثه عن الكأس المقدسة، التي شرب منها المسيح أثناء العشاء الأخير.

حاول الإستيلاء على روما، غير أن خيانة ابن أخيه له باستيلائه على مملكته وزوجته، جعله يعود إلى بلده و يخوض ضد الخائن معركة عنيفة، أصيب على إثرها بجرح بليغ.

لا ناقة لي فيها ولا جمل.

حكاية عربية

بعد اندلاع حرب البسوس الشهيرة بين بكر وتغلب،حاولت كل من العشيرتين حشد الناس للوقوف لمساندتها في الحرب.

وحين طلب من ” الحارث بن عباد”- وكان مشهورا ببسالته ووقوته في الحرب- بأن ينضم إلى أحد الفريقين، فضل الحياد، وأطلق قولتها التي سارت مثلا بين الناس:

” لا ناقة لي فيها ولا جمل”.

من حكايا بوكاتشيو

“قصة إيطالية”

تزوجت امرأة نبيلة رجلا ثريا ، ولكنها وقعت في حب رجل آخر، فاحتارت في الوصول إليه.. ذهبت عند قس القرية، وأخبرته بأنها تعاني من مطاردة رجل لها وتخشى الفضيحة، فوصفت له الرجل وترجته أن يطلب منه الكف عن ملاحقتها.. ذهب القس عند الرجل ووعظه بالكف عن مطاردة المرأة المتزوجة .. كان الرجل ذكيا ففهم الرسالة، فسعى إلى اللقاء بالمرأة.. لكنها لم تكتف باللقاء، بل طمعت في أكثر من ذلك، فحملت هدية وعادت إلى القس طالبة منه أن يرد الهدية إلى صاحبها، الذي لازال مصرا على مطاردتها، فقام القس بالمهمة، فاعتذر الرجل منه و وعده بعدم العودة إلى سيرته الأولى.

استغل الرجل غياب الزوج، وذهب إلى منزل السيدة النبيلة، فسرت بنجاح خطتها ، ولم تعد بعد ذلك إلى استغلال القس الساذج، بل أصبحت كلما سافر زوجها تعطي الإشارة لعشيقها ليأتي إليها، ويقضيان أوقاتا ممتعة.

زرادشت

حكاية فارسية

ولد زرادشت ببلاد فارس، ونزل عليه الوحي من الإله ” أهورا مازدا”، الذي أمره بدعوة الناس إلى الإيمان بإله واحد، ونبذ تعدد الآلهة.

يلاحظ التشابه الكبير بين تعاليمه وتعاليم الديانات الكبرى ” اليهودية- المسيحية – الإسلام”.. و من بين هذا التشابه وجود الشيطان، ولكن باسم آخر” أهريمان”، ومحاسبة الناس يوم القيامة، حيث يدخل المؤمنون في ملكوت السعادة الأبدية، ويزج بالمجرمين في الجحيم.

له كتاب مقدس يجمع تعاليمه، يدعى” لافيستا”.

أوديب

أوحت الآلهة لأحد الملوك بأن ابنه سيقتله، فأخذه إلى الجبل وتركه للوحوش لتفتك به ..لكن أحد الرعاة أنقذ الطفل ،وكان من حظه أن تبناه ملك أخر.

كان ذات يوم على سفر،تحداه رجل للمبارزة فقتله.. وصل بعد سفر طويل إلى مملكة أبيه، فوجد أهلها يواجهون خطر الفينيكس، وهو عبارة عن وحش ضخم له جسد أسد ورأس امرأة، كان هذا الوحش يطرح على أهل المملكة لغزا إذا فشلوا في حله، يهاجمهم ويفترس بعضهم.

وكان الملك قد تعهد بتزويج أخته لمن يتوفق في حل اللغز، وينصبه كذلك ملكا..تمكن أوديب من حل اللغز فانتحر الوحش وأصبح أوديب ملكا، وتزوج أخت الملك ورزق منها بابنين ..لكنه سيكتشف فيما بعد أن المرأة التي تزوجها هي أمه، والرجل الذي بارزه في طريقه وقتله هو أبوه.

بسبب هذا الاكتشاف انتحرت أمه، أما أوديب ففقأ عينيه و هام على وجهه في الأرض.

أبولو

هو إله المحاصيل والأغنام والموسيقى و الشعر، يمنح الخلود لمن يشاء.. اشتهر بقوسه كرمز للموت و الرعب .. وبفضل وسامته استطاع إغراء كثير من الفتيات.

غضب منه الإله زيوس، كبير الآلهة، فسلط عليه محنا كثيرة، أبرزها بناء أسوار مدينة طروادة.

وقع أبولو في حب امرأة ، لكنها رفضت حبه لها، ففرت إلى الغابة، وتحولت إلى شجرة رند.

من بين ما اشتهر به قتله للتنين، الذي نشر الرعب في قلوب الناس.

ولقد كان لأبلو مكانة عظمى لدى اليونان والرومان.

جزاء سنمار

كلف النعمان بن المنذر ملك الحيرة رجلا من الروم يدعى “سنمار” بأن يبني له قصرا لا مثيل له.. حين اكتمل البناء ، أعجب به النعمان، حتى أنه خاف أن يقدم سنمار على بناء شبيه له لأحد الملوك.فأفتى أحد أعوانه بقتل الرجل، فبيت النعمان نية الغدر به..

وبينما هما يتجولان في مرافق القصر ، بلغا سطح القصر، فباغته ورماه من هناك، فلقي سنمار حتفه.

أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

كان ثلاثة ثيران أبيض وأسود و أحمر يعشن في أجمة ومعهن أسد، فكان لا يقوى عليهن كلهن ، فقال للثور الأسود والثور الأحمر :إن الثور الأبيض يدل علينا في مخبئنا هذا ،فلم لا تتركان آكله فيحل علينا الأمان، فوافقاه على ذلك فأكله، ثم قال للثور الأحمر: لوني على لونك فدعني آكل الثور الأسود ، فتصفو لنا الأجمة، فرد عليه: دونك فكله. حين انتهى منه التفت إلى الثور الأحمر وقال له: إني آكلك لا محالة ،حينها قال الثور الأحمر نادما: ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

كريشنا

إله آلهة هندي، و هو بطل جبار سيطر على البرق والعواصف و النار، قهر الشياطين ،عشقته راعيات الغنم فتزوج ألفا منهن.. اشتهر بمحاربته الأفعى، التي كانت تبث سمها في نهر “يامونا”. حين اندلعت الحرب داخل قبيلته أصابه سهم في مؤخر قدمه، وهي نقطة ضعفه الوحيدة، فتوفي نتيجة لذلك وصعد إلى السماء.

أشأم من طويس

كلما سئل “طويس” وهو أحد الأعراب عن أصله وفصله، أجاب:

ولدت يوم وفاة الرسول، وفطمت يوم مات أبو بكر، وبلغت مبلغ الرجال يوم قتل عمر ابن الخطاب، وتزوجت يوم قتل عثمان بن عفان، ورزقت بولد يوم قتل علي بن أبي طالب.

فضرب مثلا في الشؤم.

بيدي لا بيد عمرو.

حكاية عربية

غدرت “الزباء” ملكة الجزيرة ،شمال العراق، بجديمة الأبرش، فقتلته.

عزم ابن أخته “عمرو بن عدي”على الانتقام لخاله بقتلها.. وبعد متاعب ومحن وصل إليها،وهم بقتلها..عمدت الزباء إلى خاتم في أصبعها، وامتصت ما به من سم ،وهي تقول:

” بيدي لا بيد عمرو

“أوزيريس.

أحد آلهة المصريين، وهو إله النبات، يموت ويبعث من جديد ، إنه رمز تجدد الفصول.

تآمر عليه أخوه وقتله.. بذلت زوجته *جهدا كبيرا لإعادته إلى الحياة..

في نهاية المطاف استطاعت أن تنجب منه ولدا، ستتحدد مهمته في محاربة الأعداد حينما يشتد عوده، ويكتب القوة اللازمة لذلك.

شيفا

إله هندوسي عرف بخصاله المتناقضة، فهو رحيم و شديد الانتقام..عيونه ملأى بالأفاعي،لأنه إله الظلام كذلك.. وله عين ثالثة يصعق بها كل ما يركز عليه بصره..اشتهرت التماثيل التي وضعت له بقلادة مرصعة بالجماجم،وغالبا ما يحمل في إحدى يديه رمحا مثلثا