عبد الإله التهاني يستضيف الكاتب مصطفى لغتيري في مدارات

 


جريدة أرض بلادي-الدار البيضاء

بقلم ليلى التجري.

 

عبد الإله التهاني يستضيف الكاتب مصطفى لغتيري في مدارات.
ليلى التجري.
استضاف برنامج “مدارات” بالإذاعة الوطنية يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 الكاتب المغربي “مصطفى لغتيري”، وقد حاوره الاعلامي المتميز عبد الاله التهاني، الذي توقف مع ضيفه خلال ما يقرب من ساعة من الزمن عند أبرز المحطات، التي أغنت الرصيد الابداعي للكاتب، وأتاح له إبراز تفاصيل كتاباته المتنوعة وأهم انشغالاته وظروف الكتابة لديه، كما استمتع الجمهور بحديث الأديب الضيف عن غزارة وتنوع إنتاجاته الأدبية، التي تتوزع ما بين رواية وشعر وقصة ومقالة أدبية ونقدية وتربوية.
ويشار إلى أن الكاتب المغربي ‘مصطفى لغتيري’ من مواليد سنة 1965 بمدينة الدار البيضاء، حاصل على شهادة الاجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الانسانية/عين الشق الدار البيضاء، انتمى لمهنة التدريس منذ عام 1991، وبدأ الكتابة خلال تسعينات القرن العشرين، رئيس الصالون الأدبي ومؤسس غاليري الأدب ومديره العام، حصل على العضوية في اتحاد كتاب المغرب عام 2002، إنتاجاته متنوعة في الرواية منها ( رجال وكلاب- عائشة القديسة- ليلة إفريقية- رقصة العنكبوت- ابن السماء – على ضفاف البحيرة – أسلاك شائكة- تراتيل امازيغية- امرأة تخشى الحب- حب وبرتقال- حسناء إيمزورن- الأطلس التائه – زنبقة المحيط- ضجيج الرغبة – شهوة الأمكنة). ومن إنتاجاته في القصة كذلك ( هواجس امراة- شيء من الوجل – مظلة في قبر-تسونامي…) . أما في الشعر فله إصداران وهما تأتأة الروح وما الهايكو يا أبي.
وله أيضا مقالات أدبية وتربوية منها (ربيع تونس رحلة الانسان والأدب -تأملات في حرفة الأدب-والأدب في خدمة التربية).
ترجمت العديد من أعماله إلى لغة موليير ولغة شكسبير ، وحاز على جوائز عربية منها:جائزة النعمان الأدبية من لبنان للقصة القصيرة ، وجائزة ثقافة بلا حدود في القصة القصيرة جدا من سوريا، وجائزة دار الحرف في الرواية من المغرب.
كما أنه قام بتنشيط وتسيير عدد من الندوات داخل المغرب وخارجه، وترأس لجان تحكيم محلية وعربية من بينها: مسابقة المتكأ في القصة القصيرة جدا في البحرين .
يمكن القول عموما بأن الكاتب المغربي ‘مصطفى لغتيري’ أديب متطور ونشيط عاشق للقلم وشغوف بالقراءة، بنى وما يزال مساره الابداعي والثقافي بإصرار وتفان خدمة للأدب والأدباء وإثراء الحقل الثقافي لوطنه المغرب. وقد كان الحوار الذي أجراه معه الإعلامي ‘عبد الاله التهاني’ مناسبة نستشف من خلالها الجانب المضيء والجميل للكاتب الانسان الصادق في التعبير والاحساس، المتطلع لغذ أفضل حافل بالإنجازات المتطلعة، عبر أجوبته التلقائية والمتنوعة والطموحة والملهمة والتأملية لرصد واقع الكتابة عموما والأدب على وجه الخصوص .
فعن سؤال حول طفولة الكاتب المبكرة أجاب لغتيري بأن طفولته ميزها حبه للقراءة والتأمل، بحيث كان شغوفا بقراءة قصص عطية الأبرشي وكتابات المنفلوطي وجبران خليل جبران وفكتور هيكو وكذلك قراءة القران وتفسيره وقصص الأنبياء ..أما إجابته عن سؤال حول ضرورة توفر النضج الكافي للانتقال من القصة إلى الرواية، اعتبر الكاتب بأن لكل جنس مغربي خصائصه المميزة له، ولا يمكن أن يكون أي جنس مرحلة تسخينية لكتابة جنس آخر وبالتالي ينبغي عدم التفاضل بين الأجناس الأدبية، مبرزا قيمة القصة القصيرة، التي يظهر عيب الكتابة فيها بسهوله عكس الرواية التي يكون مجالها منفتحا ومتفتحا ويمكنه التغطية فيها عن عيوب الكتابة.
وعن سؤال حول تميز كتابته في القصص القصيرة جدا، أجاب لغتيري بأن الفضل في تميز هذا الجنس الأدبي مغربيا يعود إلى مجموعة من المبدعين والمبدعات، وإلى مجموعة البحث في القصة القصيرة بكلية الاداب والعلوم الانسانية/بنمسيك، ليخلص بأن تجربته القصة القصيرة والرواية لقيتا معا الاهتمام المرغوب، مشيرا إلى أن القصة القصيرة جدا يمكن للقارئ قراءتها في وقت وجيز، موجها دعوة للمدرسين لتحفيز المتعلمين والمتعلمات لقراءتها من أجل تنمية ثقافة حب الكتاب والقراءة ..
وفي سؤال عن علاقة الانسان بالطبيعة في رواية على ضفاف البحيرة، أشار الكاتب إلى مجلة مكة السعودية التي اختارتها ضمن الروايات العالمية التي تجري أحداثها في الطبيعة. وتركز هذه الرواية على إبراز طبيعة منطقة الأطلس، التي تستحق حسب قول الكاتب، كثيرا من الاهتمام على مستوى الجانب التنموي نظرا لرصيدها الطبيعي والتاريخي والبشري .
وعن سؤال علاقة السيرة بالرواية رد الكاتب بأن الكتابة لديه تنطلق من الخيال في ارتباط بما هو واقعي.فالسير ذاتي مرتبط بتوثيق الحياة الواقعية أما البعد الروائي فمرتبط بعملية الانتقاء وتذكر الأحداث وصياغتها، معطيا المثال بروايتيه: حب وبرتقال وشهوة الأمكنة .
أما عن سؤال حول مدى مواكبة النقد الأدبي لتجربته بالشكل المطلوب، أجاب الكاتب بأن هناك عموما تجارب مغربية تستحق الاهتمام النقدي الذي يعاني للأسف من غياب مؤسسة تحتضنه، ليبقى في عمومه نقدا مرتبطا بأشخاص، وأشار إلى أنه راض عن
متابعة النقد لكتاباته ضاربا المثال بالكتب التي قاربت تجربته الإبداعية.
تطرق الحوار كذلك إلى علاقة الأدب بالسينما فأشار الكاتب لغتيري إلى أن هناك عائق موضوعي يتعلق بالمخرجين فثقافتهم الفرونكوفونية وعدم إيمانهم بالتخصص مثلا يحد من فرص تحول روايات مغربية إلى أفلام.
أما بخصوص فن الرحلة في كتاباته، فأشار إلى أنه حاول توثيق ما عاشه خلال ملتقى أدبي في تونس ودونه في كتاب” ربيع تونس رحلة الإنسان والأدب” من خلال التقاط شتات الملتقى والتركيز على بعض المدن التونسية ومقارنتها بمدن مغربية مع التركيز على مدينة توزر مدينة أبي القاسم الشابي.
أما عن عن كتاب الأدب في خدمة التربية فأكد الكاتب على أوجه التكامل بين التربية والأدب في كثير من الأمور. فكلاهما في خدمة القيم الإنيانية النبيلة، وان العدب يعتبر مساعدا للتربية في تحقيق أهدافها، متمنيا في هذا الشأن بإحداث شراكة بين وزراة الثقافة ووزرارة التعليم قصد إشاعة الثقافة في عقول الناشئة من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال.
وعن العمل الثقافي في غاليري الأدب ركز الكاتب على أنه رفقة أعضاء غاليري الأدب يقوم بعمل ينفتح على المستقبل، إذ تم التركيز على الجانب الافتراضي ونشر مجموعة من الكتب والمقالات وتنظيم مسابقات …
وفي سؤال عن أهمية الكتابة بالنسبة لمصطفى لغتيري وماذا قدمت له رد الكاتب بأن الكتابة ساعدته في معرفة ذاته وتأملها وإعادة بنائها بشكل مختلف يشعره بالغبطة، كما أتاحت له فرصة تأمل العالم من حوله بشكل عميق.
ويمكن القول كخلاصة لهذا الحوار الثري والمميز بأن مسار الكاتب المغربي ‘مصطفى لغتيري’غني ومتنوع وزخم وكتاباته لقيت صيتا واسعا في دول عربية وغربية ‘وهذا يعزى إلى مميزات الكتابة لديه إذ تتسم بعمق الابداع والخيال الواسع والتنوع وصدق الإحساس في التعبير عن هموم ووقائع معاشة بأسلوب إبداعي راق ومتجانس.