فلسفة القصة

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

مصطفى لغتيري_

تتأسس فلسفة القصة -من حيث العمق- على عدم الوثوقية، والإيمان- إلى حد بعيد- بالنسبية، فحين يقدم لنا القاص أو الروائي شخصيات عدة ويمنحها الفرصة للحديث وللقيام بالأحداث دون تدخل منه أو وصاية، فهو يقول لنا- من حيث العمق- إن لا أحد يمتلك الحقيقة، وإن كل ما في الأمر أننا أمام وجهات نظر، يتعين علينا قبولها مهما اختلفنا معها، وهذا لعمري أهم درس يقدمه لنا الأدب عموما والقصة بشكل خاص. وهو بالتالي ما يجعل القصة فنا حديثا بحق، تقطع مع تصور ماضوي يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة. .لكل ذلك حين أصادف قاصا أو أديبا يتعصب لدوغمائية معينة دينية أو عرقية أو لغوية فأشك في أن الأدب قد تمكن منه، ويهيمن علي انطباع مفاده أن هذا الشخص لم يستوعب بعد ماهية الأدب ووظيفته.