كذبة أبريل …..وأسطوانة الإصلاح

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

جميلي بوشعيب_

إنه يوم للضحك والسخرية تختلف حوله جميع ثقافات العالم ليس له أصل ومصدر دقيق .تتعدد حوله الروايات ولكن يبقى في الأخير متنفسا لترويج الأكاذيب والضحك والبسط.
الراجح أنه في منتصف القرن السادس عشر. قام الملك تشارلز التاسع بإصلاح التقويم في فرنسا ونقل العام الجديد إلى 1 يناير، لكن الكثيرين استمروا في الاحتفال بالأول من أبريل. و قدم الناس الهدايا لبعضهم البعض في ذلك اليوم حتى لقبوهم بـ”حمقى أبريل”.
وجاء يوم كذبة أبريل إلى روسيا من ألمانيا.حيث تمت دعوة الناس للحضور إلى “أداء لم يسمع به من قبل” و غصت ساحة العرض بالجماهير وعندما فتحت الستارة. لاحظ الجميع لافتة على المنصة مكتوبا عليها: “أول أبريل – لا تثق بأحد!.. انتهى هذا الأداء الغير المسموع”.
و للسخريةيعتبرون حمقى .لهذا أطلق عليهم عبارة”poisson d’avril” باللغة الفرنسية العامية والتي تترجم إلى “كذبة أبريل” اليوم.
في ثقافتنا وعقيدتنا الكذب حرام .وحبل الكذب قصير وكان أجدادنا يرددون “تبع الكذاب حتى باب الدار”.و”الطماع يقضي عليه الكذاب”..ولا تكاد تخلو أحاديثنا من تنكيث وسخرية النصيب الأكبر فيها للساسة. إذ إنهم في كل موعد سياسي يعدون ولكن يخلفون الموعد.ويكررون إجترارا على مسامعنا أسطوانة الإصلاح والإصلاحات العرجاء والترقيعية وهي أشبه بقصة الرجل الذي إشترى سروالا ليلة العيد ولكنه أي السروال كان طويلا. ذهب لزوجته لتقص من أطرافه.لكنه وجدها مشغولة بإعداد حلوى العيد.ذهب بعد ذلك عند أخته فوجدها تعد ملابسها للعيد ثم أمه على نفس الحال .نام حزينا يندب حظه..في منتصف الليل تذكرت زوجته السروال فقامت وقصت من طوله..بعد ذلك أتت أخته وقصت وخاطت.في ساعات الفجر قامت أمه وفعلت ما قامت به زوجته وأخته .قام صاحبنا صباح العيد حزينا تناول سرواله فلما لبسه وجده أصبح “تي شورت ” عند ركبته.
هي كذلك إصلاحتنا ليس على مقاس مضبوط وهي و كذبة أبريل سواء.