كلمة الأستاذ الجامعي ابراهيم لخليف في حفل توقيع كتاب عوالم الحكي والتلقي عند مصطفى لغتيري المنظم من طرف جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون

جريدة أرض بلادي -ليلى التجري-

أشكر الأستاذ لغتيري مصطفى والاستاذة التجري ليلى رئيسة جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون لتنظيمها هذااللقاء الألق واستضافتها لي مع مجموعة من الأخوة الذين خبروا دروب الكتابة والنقد لكي أقدم بجانبهم، لا أقول قراءة نقدية، وانما قراءة تأملية متواضعة لروايته أحلام النوارس، والتي بالمناسبة أشكره على ادراجها ضمن مؤلفه” عوالم الحكي والتلقي في التجربة الروائية عند مصطفى لغتيري”.

أشكر الأستاذ لغتيري على وضعه بين أيدي القراء هذا المؤلف الجميل، أي أحلام النوارس، كما هو الشأن لباقي مؤلفاته الأخرى. انه نص روائي اتيحت لي فرصة قراءته قراءة متأنية شدني اليها أسلوب الحكي المتميز الذي ينضح شعرية تلامس المشاعر وتستفزها وجعلتني أنغمس في ثنايا الحكي وكأنني أصبحت طرفا في الحكاية يتأثر أكثر من اللزوم بوقائع السرد ويستأثر باهتمام شخوص الرواية.

 

حينما تناولت رواية أحلام النوارس وبدأت قراءة الفقرات الأولى لمست أن في النص روحا تذب وتتحرك في مفاصله مما استوقفني وجعلني أعيدها لأستجلي بواطنه.

للكاتب مصطفى لغتيري دربة في الكتابة الأدبية. تملك أدواتها وألمّ بدقائق تفاصيلها، مكنه ذلك من ترويض الكلمات وتوظيفها على أكمل وجه مما يحض ويحرض قارئ محتمل أن ينخرط في عوالمه ويقع فيها على اختلاف أنماطها. حينما يريد الأستاذ مصطفى لغتيري الشروع في كتابة رواية جديدة فانه يوفر لها جميع العناصر الازمةو يوظف كثيرا من الآليات حتى تكون منسجمة ومتماسكة تستهوي القارئ وتجدبه. ينهل من شتى حدائق المعرفة ليحبك بها متون السرد التي يستنطق عبرها شخصيات الرواية حسب الدور المنوط بها خلال أطوار القصة.

هو الأديب المترس الذي يقدم كتاباته بأساليب مختلفة، حيث لا يفتأ المتلقي يعتقد أنه قبض على احداها حتى يفاجأه بشكل أخر منها وهو يتناول كتابا آخر. ينحاز الى جمال الكلم والى الاسلوب الناعم الذي يستدرج بلطف ذلك القارئ الذي لا يكاد يتفطن حتى يجد نفسه متلبسا بجرم القراءة ومنغمسا فيها حتى أخمص القدمين.