كيف أصبح الأعيان ساسة؟

جريدة أرض بلادي_ وديع نافع_

بعد خروج المستعمر الفرنسي من المغرب ورثنا عنه مخلفات عديدة منها ماهو إيجابي كالتشريع القانوني و التصنيع و التطبيب الحديث …كما ورثنا عنه سلبيات كثيرة ولعل أبرزها ذلك النظام القروسطوي الذي يسمى بسياسة “الأعوان” هذه الفئة التي إلتقت مصالحها مع الإستعمار الفرنسي فمكن لها هذا الأخير ماتشاء من نفوذ والقوة فأصبحت الآمر والناهي في القرى والقبائل حتى تضبطها من تمرد والثورة على المستعمر ، وبعد خروج هذا الأخير من وطننا سنة 1956وجدت فئة الأعيان نفسها بمثابة الوريث الشرعي لمخلفات ماتركه المستعمر فإستولوا على الأراضي الفلاحية وعلى ثروات ساكنة الضعيفة والغلوب على أمرها فراكم الأعيان ثروات كبيرة وسلطة قوية جعلت من النظام الملكي يرى فيها حليفا مستقبليا ضد بورجوازية المدن المتحالفة مع المعارضة السياسية وكذلك دفعها لتسلم مناصب سياسية في الجماعات القروية لضبط الساكنة والتحكم في مصير ذلك المجال الجغرافي الذي يسمى بالمغرب “المنسي” فمن هنا بدأت قصة علاقة الأعيان بالسياسة ، فإذا حصرنا نسب العائلات التي تتحكم في الأحزاب الإدارية أو التاريخية أو ممثلي هذه الأحزاب في الجماعات القروية سنجدها بكل تأكيد لاتخرج عن عائلات كانت تنتمي تاريخيا لفئة الأعيان .