“مجموعة النورس” حاضنة الإبداع الفكري بالأحساء.. و”مؤسسها”: نسعى لبناء جيل مثالي

مالأحساء – رباب عبدالمحسن

ازدهار الثقافة والأدب في أي مجتمع دليل على حضارته؛ فكلما ارتقت واحدة تبعتها بالضرورة الأخرى، حيث هي موطن الإبداع لوطن أكثر رقي وثقافة فكرية.. ومن هذا المنطلق أسس نخبة من الأحسائيين “مجموعة النورس الأدبية والثقافية والفنية”،  التي كانت نقطة بدايتها في 15/8/1429هـ حين انطلقت المجموعة، على يد منشئيها ومرجع الأساس لكل عضو يمتد من هذه المجموعة وهما الدكتور والشاعر عبدالله بن عيسى البطيان، والشاعر الروائي محمد بن ناشي صاحبي ذلك الكيان الفكري الذي جعلوا منه حاضنًا لمبدعي محافظة الأحساء وتنظيمًا وتأسيسًا وفق متغيرات الزمن.

وبحسب مؤسسيها، فإن الفكرة الرئيسية لهذه المجموعة هي تيسير شؤون كل ذي شأن إبداعي لاختصار مسافة العطاء للتعلم بالخبرة ولكسب موروث جميل يدله على حفظ إرث المبدع ونشر إبداعه بعد توثيق أعماله.. ومن ثم كان هدف المجموعة تنمية المهارات ودعم النتاج الفكري، مما يجعل المبدع في جو عائلي يحتوي إبداعه بما يبعده عن الفراغ الذي يتخلل المجتمع بشكل كبير، ويساعده على إدراك ذاته بفاعليته في المجتمع؛ لينعكس نفسيًا واجتماعيًا على المبدع بشكل مباشر ثم عائلته فمحيطه.

وقد تشكلت المجموعة بتقسيمها إلى قسم رجالي فنسائي؛ وفق ما اقتضاه الإبداع؛ لتكون قائدة القسم النسائي الكاتبة والمصورة آسيا البطيان ونائبتها الكاتبة فاطمة الحجي، ولتعاقب العطاء خلفهن بالقيادة  الكاتبة زينب الدالوي التي تساندها الكاتبة حوراء بوقرين أما الآن فتقوده أ.ليلى الناصر وتساندها أ.زينب العبدالله.

وبما أن روح الإبداع تحتاج دعمًا، فهناك داعمون معنويون من كل أب روحي يعشق الإبداع سواء بواحتنا أو ممن ذاقوا ماء شاطئها “العقير”، وهناك دعم من وزارة الثقافة والإعلام بدءًا من وزير الثقافة والإعلام د.عبدالعزيز محيي الدين خوجه حينها حتى حاليا ً الوزير عواد العواد ، إضافة إلى جمعية الثقافة والفنون منذ كان الشاعر الدكتور سامي الجمعان مديرها وحتى خلفه المخرج أ.علي الغوينم وهو أحد أعضاء المجموعة والداعمين من خلال جمعية الثقافة والفنون وكل ما يخدم مبدعي المحافظة.

كما أن هناك من الداعمين الكثير في ذات الفن كالشاعر جاسم الصحيح، الذي بادر بانضمامه للموسوعة العربية الأولى “إضاءة” وهو الإصدار الذي صدر منه أربع مجموعات والنسخة الخامسة في طور الولادة  لمجموعة النورس وهو ما باركه نخبة من المبدعين والشعراء والكتاب وكان على رأسهم المهندس عبدالله الشايب، والشيخ محمد سعيد الملا، إضافة إلى مجموعة السعفة الأحسائية.

وتعددت أنشطة المجموعة على الأصعدة الأدبية والثقافية والفنية كإقامة دورات تدريبية، وورش عمل لإتقان المهارات، وكذلك الاستشارات التوعوية والاستشارات النفسية والاجتماعية والأسرية إضافة إلى محاضرات تسعى لإفادة شباب المبدعين بالأحساء، فضلًا عن إقامة أمسيات شعرية وملتقيات ثقافية وحاليا ً تنظم الفعاليات والمهرجانات وكانت فعالية “الأحساء تقرأ” آخر الفعاليات الثقافية للكتاب.

وفي السياق، التقت “الأحساء اليوم” من جانبها مع أحد مؤسسي تلك المجموعة وهو الدكتور والشاعر عبدالله البطيان، حيث بدأنا معه بسؤال عن الأهداف المستقبلية المرسومة مع بداية سنة 1439هـ، فرد قائلًا: “لدينا منذ تأسيسنا خطة قصيرة المدى والتي تقودنا ذاتيًا لتفعيل خطة طويلة المدى والتي تتكون من ميزانية، رغم بساطتها إلا إنها أنتجت مجموعةً من الكتب والبرامج المفيدة لذات العضو ومن يحتك به”.

وأضاف “البطيان” موضحًا “نحن نسعى قدر المستطاع لنعبد الله سبحانه من ناحية المجموعة لنعين أنفسنا فمجتمعنا من كل ما يعكر صفو حسن النية وجمال التعاون والتكاتف وبدأنا من مبدعتنا (الأحساء) لتكون جيلًا مثاليًا شيئًا فشيئًا؛ لتربي روح البهاء في فلذات أكبادنا لتحقيق طموح هذا الصرح”.

وحول مدى انتشار المجموعة بين الناس هل بشكل كبير أم تحتاج إلى انتشار أكثر في ظل الإقبال الكبير من شبابنا لرقي روح الإبداع لديهم؟، أجاب: “عَليّ كمنصف قد أكون محايداً كصاحب هذه المجموعة وأباها الروحي لذلك رغم تواجد الجميع في الوسط الأحسائي إلا أنني لا أدعي ذلك”، مضيفًا: “فقط عليكم التنقيب عن المجموعة والبحث في أوساط المجتمع والترصد لمجهوداتنا من خلال مواقعنا الاجتماعية أو من خلال محرك البحث قوقل أو موقع اليوتيوب أو الفيس بوك جربوا كتابة “مجموعة النورس الأدبية والثقافية والفنية” وستجدون ما يجيب عليكم بالحياد”.

فالنورس الثقافية الآن تعمل وفق مؤسسة روابط النورس لتنظيم الفعاليات والمهرجانات .

وأخيرًا طلبنا من الدكتور “البطيان” توجيه كلمة أخيرة إلى شباب وفتيات الأحساء لمن يمتلك فيهم روح الموهبة ويريد تنميتها، قال إن “كلمتي رسالتي هي رسالة المجموعة: نحن أنت وأنت نحن في سبيل حفظ إرثك التاريخي، لا تنتظروا من يدون تاريخكم، وبادروا بتسجيل إبداعاتكم بأنفسكم، إن لم تكونوا معنا فنحن معكم، إن لم نجدك فأسعَ لأن تجد نفسك”.

سعيد الشفاج -المغرب-