مسرحية ” الجزرة الجديدة ” الفصل ما قبل الاخير 

جريدة ارض بلادي _ل.بوضاض

يبدو ان لانظام كوريا الشرقية مستمر في اخراج فصول المسلسل التراجيدي الهزلي تحت مسمى(الجزائر الجديدة) هي تراجيديا بما حملته فصول الاداء العقيم لاجنحة النظام ،تراجيديا تنوعت مشاهدها بين من يبكي ألم فراق أحبة لم يجدوا سريرا بالمستشفى او ماتوا اختناقا لغياب الأكسجين ،ومشاهد اعتراض والاستيلاء على غاز الحياة في بلد صرف كل أموال غازه المسال على مرتزقة او عصابة متحكمة.

هي تراجيديا في بلد يمتهن ساسته الكذب دون حياءولا احترام لذكاء المواطن،هي تراجيديا في بلد حراك تعدى 128 أسبوعا دون ان يجد غير التهويل والتخوين و الاستخفاف.

هي تراجيديا عندما يخصص المواطن كل الأسبوع للوقوف على طوابير الدواء والزيت والحليب والسميد والماء في بلد يتغنى حكامه ان لهم افضل منظومة صحية في القارة.

وهي كوميديا هزلية جعلت من بلد المليون شهيد مليون نكثة وسخرية،سخرية من يدعي التوسط لحل مشكلة مياه النهضة وأقرب صنبور الى بيته ينعدم به ماء،سخرية أن ينتظر الشعب تدشين مصانع الدواء و مؤسسات الاستشفاء ،فيفضل المخرج تدشين اكبر مقبرة بافريقيا.سخرية من رفع شعار “تونس تتنفس برئتين جزائريتين” في حين ان رئة مواطنيه عجزت عن ضخ الهواء لجسدها،سخرية من تبجح بالتبرع بلقاحات لشعب مجاور و ينتظر جرعات تبرع من الخارج.

وهو الهزل بجد أن يفبرك نظام صور موقوفين على خلفية جراىم ارهاب،ثم يعود بعد حين لنشر صور نفس الموقوف مع تغيير الماكياج وأكسسوارات التمثيل.

هي المهزلة التاريخية أن يسرق نظام اثارا وتاريخا وأماكن وانجازات دول اخرى وينسبها لنفسه.

هي المهزلة ان تؤسس طغمة غبية سرقتها للسلطة على فزاعة اسمها العدو الجار المتربص .

هي مهزلة ان يبلغ تجييش الاعلام وتأجير الاقلام ذروته للهروب الى الأمام و تحويل انظار الحراك نحو عدو خارجي مفترض،ثم يأتي خطاب عرش العاهل المغربي ليصب الماء والثلج على رؤوس الكومبارس والمخرجين والممثلين دفعة واحدة .

فلتخبروا العالم بوضوح أنكم سرقتم السلطة ثم انقلبتم على بعضكم ثم ها انتم تعدون لانقلاب جديد تسمونه الجزائر الجديدة .

جديدة بالفعل لانه ولأول مرة في التاريخ يتم الاعداد لانقلاب من نوع جديد: انقلاب العسكر على الشعب ،وهكذا يكتب صناع المسرحية التراجيدية الهزلية الفصل ما قبل الأخير ،في هذا الفصل سيشح الغذاء ويجوع الناس،سيقل الدواء ويموت الناس، سيختنق مليون شهيد اخر في غياب الأكسجين ،سيفقد العديد وظائفه،ويعجز الكثير عن سداد الديون،ويكثر الهرج والمرج و منتجو المسرحية يتابعون في صمت….وهكذا ،وهم قادرون على انقاذ الشعب لكنهم في انتظار اوامر المخرج ليظهر الكابرانات في الدقيقة 90 بصورة المنقذ والمخلص والبطل فيسبح الجميع بحمده ويقدسه .هذا الفصل ما قبل الأخير في مسلسل “الجزرة الجديدة”

أما الفصل الأخير سيكتبه الجمهور الذي دفع غاليا تذكرة الفرجة على محنته.