ناصر بوريطة …المغرب قرر تعميق علاقته مع اوكرانيا 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين 22 ماي 2023 بالرباط، أن المملكة المغربية قررت تعميق وتطوير علاقاتها مع أوكرانيا عبر مناقشة الإطار القانوني والمؤسساتي لتنمية هذه العلاقة في جميع الميادين.

وأوضح الوزير، في ندوة صحافية بمعية وزير الشؤون الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي يزور المغرب، أن هذه الزيارة تعد الأولى لوزير خارجية أوكراني منذ بدء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين من حوالي 30 سنة، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار العلاقات الثنائية القوية بين البلدين تاريخيا، والقائمة على الصداقة المتينة وعلى التعاون المثمر.

 

تعاون اقتصادي

 

وأبرز بوريطة أن للعلاقات المغربية الأوكرانية طابع إنساني قوي من خلال وجود الآلاف من الطلبة المغاربة في أوكرانيا، كما كانت دائما مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون في مجموعة من الميادين.

 

وأكد وزير الشؤون الخارجية، في كلمته، أن المغرب قرر تعميق هذه العلاقة سواء في جانبها التقليدي على مستوى التكوين والجانب الإنساني أو في مجالات أخرى، مثل التعاون الاقتصادي والتعاون ضد الجريمة المنظمة أو التعاون في المجال الأمني.

 

وأبرز بوريطة أنه تم الاتفاق، بناء على هذه الزيارة، على تعزيز التنسيق بين البلدين من أجل إحياء آليات الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والاشتغال على تقوية العلاقة المغربية الأوكرانية في كل المجالات، مؤكدا أن هذه الزيارة تاريخية ليس فقط لكونها الأولى بل أيضا لما تفتحه من آفاق.

 

وناقش الطرفان، كذلك، وضعية الطلبة المغاربة الذين كانوا يدرسون في أوكرانيا، والذين تعهدت الحكومة الأوكرانية بأن تجد لهم حلولا، كما تطرق الطرفان إلى إعادة تمثيلية الدبلوماسية المغربية إلى كييف في أقرب الظروف لاستمرار عملها القنصلي.

 

تحذير من كثرة المبادرات

 

وتأتي زيارة وزير الشؤون الخارجية الأوكراني إلى المغرب، يضيف الوزير بوريطة، في سياق استمرار الحرب الأوركانية الروسية، مبرزا أن موقف المغرب، منذ البداية، قائم على مبادئ تنسجم مع القيم التي تؤمن بها في العلاقات الدولية، والتي تتجلى في احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

كما يقوم مبدأ المغرب على عدم استعمال القوة لحل النزاعات واللجوء إلى الحلول السلمية، خاصة بين الجيران، بالإضافة إلى احترام المرجعيات الموجودة في ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة حول الحرب الأوكرانية.

 

وجدد بوريطة التأكيد على أن المغرب ليس طرفا في الحرب الأوكرانية، “ولكنه معني بها على اعتبار أنها أولا تمس الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين وبالنظر لانعكاسات هذه الحرب الاقتصادية على المملكة على غرار مجموعة من الدول”.

 

وشدد على أن المغرب له علاقات جيدة مع روسيا ومع أوكرانيا ويدفع في إطار حل سلمي لهذا المشكل.

 

وفي ما يتعلق بالمبادرات المقدمة في إطار إيجاد حلول للأزمة، حذر وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة من أن كثرة المبادرات يمكن أن تعيق عملية إيجاد حل سلمي، قائلا: “إن المغرب أخذ علما بالمبادرة التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويؤكد أنه مع الحل السلمي، لكنه يحذر من أن كثرة المبادرات يمكن أن تصعب الحل السلمي بدل تشجيعه”، مشيرا إلى وجود ما بين 5 أو 6 مبادرات في هذا الإطار، “والتي يمكن أن تخلق صعوبات أكثر من المساعدة في إيجاد حل للصراع”.