✨مدرسة بلا أسوار✨

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

حبيبة بن الشاكري_


مرت سنوات وتلاميذ السنة الخامسة الابتدائية يطلقون العنان لمخيلاتهم خلال حصة الإنشاء لتصور مدرسة المستقبل،مدرسة متطورة ذات أدوات رقمية وطرق تدريس مختلفة وفي نهاية الحصة يعودون إلى واقعهم ليتحملوا ثقل المحفظة ومشاق التنقل وكثرة الساعات والمواد و……
وفي آخر سنة لهذا المنهاج المعتمد حدث مالم يكن بالحسبان،أصبح الخيال واقعا:التعلم عن بعد الذي فرضه”ڤيروس كورونا”و الحجر الصحي،فأصيبوا بالدهشة والإحباط لأن المدرسة الافتراضية عندنا مختلفة وأدواتها الأساسية ليست في متناول الجميع(حاسوب،هاتف ذكي،شاحن و بطاقة تعبئة…)و اصيب الأستاذ بالخيبة لأن الأسوار الوهمية للمدرسة شائكة والتواصل بينه وبين جل تلاميذه متعذر،بينما بابها يظل مفتوحا على مصراعيه في كل الأوقات يلجه كل من مر بها،وبقيت المعارف والشروحات حبيسة الأجهزة والأسلاك الأثيرية،والكفايات والأهداف رهينة الجذاذات .ومن توفرت لديهم الوسائل تاهوا بين دروب تطبيقات الهواتف وضاع منهم الفهم والتركيز بل حتى الطموح،وأصبح الأستاذ أمام عقبة كؤود:تقويم السلوك وتقويم المعارف التائهة.
إنها محطة أبانت عن تحديات التعليم الإلكتروني ببلادنا وزادت من تعميق الأزمة التعليمية.