تحرير نصيرة بنيوال -جريدة أرض بلادي
في اليوم الذي يحتفي فيه العالم بالمرأة، لا يمكن إلا أن نسلط الضوء على نساء لم يكتفين بالكلام عن التضامن، بل جعلن منه واقعا يغيّر حياة الآخرين. إنهن نساء من نور، قمن بدور الأمهات والمربيات، والراعيات لأطفال وجدوا فيهن الدفء والاحتواء، وجعلن من العمل الاجتماعي رسالة سامية لا تقف عند تقديم المساعدة، بل تمتد إلى صناعة مستقبل أفضل.
في جمعية التطوع والتنمية لرعاية الأيتام والأطفال في وضعية صعبة بمدينة وجدة جهة الشرق ، اجتمعت نخبة من النساء اللواتي لم يترددن في مدّ أيديهن لعشرات الأطفال، محوّلات معاناتهم إلى قصص نجاح، ودموعهم إلى ابتسامات مشرقة، وظروفهم الصعبة إلى فرص جديدة للحياة.
نساء استثنائيات… قلوب تنبض بالعطاء
إن الحديث عن هذه الجمعية هو حديث عن فائزي ربيعة، الهلالي العزيزة، المولودي العزيزة، أمهين عائشة، الباي عيشة، عبد القوي يمينة، فائزي فاطمة، ناشط جميلة، الجامعي نزيهة، نودي فاطمة، لبرش فتيحة، عزيز فاطمة، نصر الدين خديجة، وأشوارف سمية و اللائحة طويلة … هؤلاء النساء لم يكنّ مجرد متطوعات، بل كنّ سندا حقيقيا للأطفال اليتامى والمحرومين، قدمن الحنان قبل الدعم، ورأين في كل طفل مشروع إنسان يستحق الحياة الكريمة والمستقبل الواعد.
و من أبرز إنجازاتهن :
✓ التعليم: دعم الأطفال في دراستهم، توفير دروس تقوية، إطلاق برامج لحفظ القرآن الكريم، و إنشاء روض يعتمد على منهجية مونتيسوري لتنمية مهاراتهم منذ الصغر.
✓ الصحة: توفير فحوصات طبية، عمليات جراحية مجانية، متابعة صحية دورية، و شراكات مع أطباء متطوعين لضمان الرعاية الكاملة للأطفال.
✓ السكن الكريم: تأمين بيئة آمنة للأيتام والمحتاجين، وتوفير مساكن تحفظ كرامتهم، و تساعدهم على النمو في جو من الاستقرار والأمان.
✓ الترفيه و التنشئة المتكاملة: تنظيم مخيمات، رحلات، أنشطة ترفيهية، واحتفالات تدخل الفرح إلى قلوب الأطفال و تمنحهم حقهم في الطفولة الحقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، تتبنى الجمعية رؤية إنسانية شاملة ترتكز على دعم الأسرة بأكملها و تأمين استقرارها المادي، ما يساهم في خلق بيئة آمنة وصحية لصغارها. فمن خلال توفير مبلغ مالي شهري لجميع الأسر المستحقة، تتيح الجمعية فرصة تغطية الاحتياجات الأساسية وتعزيز الاستقرار المالي الذي يعد أساسا لازدهار الأطفال و نموهم في مناخ ملائم. كما لا يتوقف الدعم عند ذلك؛ بل يشمل أيضا تأمين كافة لوازم و أدوات التمدرس، لتزويد الأطفال بكل ما يلزمهم لتلقي تعليم متكامل، مما يفتح أمامهم آفاقا واسعة للمستقبل.
و لإبراز روح العطاء في المناسبات الخاصة، يتم تأمين كسوة عيد الفطر و تأمين كبش عيد الأضحى، إلى جانب العديد من المبادرات الأخرى التي تدخل الفرح على قلوب الأسر والأطفال، خاصة أولئك الذين يواجهون ظروفا صعبة. هكذا تتحول الاحتفالات إلى مناسبات تجمع بين الفرح والتضامن الاجتماعي، و تعكس التزام الجمعية بصناعة مستقبل أفضل قائم على دعم الأسرة وتوفير بيئة سليمة للأطفال.
ليس من السهل أن تحقق امرأة نجاحا في مجال العمل الجمعوي وسط تحديات لا تنتهي، لكن هؤلاء النساء استطعن كسر الحواجز وبناء نموذج يحتذى به في القيادة والتعاون والتأثير الإيجابي. فقد حولن الجمعية إلى مؤسسة فاعلة لا تقتصر على المساعدات الآنية، بل تعمل على التغيير الجذري وتأهيل الأطفال ليكونوا أجيالا قادرة على مواجهة المستقبل بثقة وقوة.
إن بصمتهن ليست فقط في عيون الأطفال الذين أعادوا اكتشاف معنى الأمل، بل في المجتمع بأسره الذي وجد فيهن رموزا للمرأة القادرة على العطاء بلا حدود، وصناعة الأثر الذي لا يزول.
وفي ختام هذا المقال المفعم بالأمل والعطاء، نتوجه بأحرّ التهاني وأصدق التبريكات لهؤلاء النساء الرائعات، فكل كلمة شكر لا توفيهن حقهن على ما قدمنه من دعم غير محدود للأيتام والأسر المحتاجة، ولما يتركونه من بصمة لا تمحى في قلوب الأطفال والمجتمع. مبارك لكنّ يومكن العالمي وكل يوم، ودائمًا تستمرون في إلهامنا وتغيير حياة الآخرين نحو الأفضل…