جريدة أرض بلادي – محمد محسين الادريسي –
يعيش المستشفى الجهوي لبني ملال على وقع أزمة متفاقمة، تتعلق بسوء تدبير التغذية المخصصة للأطر الصحية المداومة، والتي تفاقمت بشكل لافت منذ حلول شهر رمضان، مما دفع العاملين إلى تصعيد احتجاجاتهم تنديدًا بتدني جودة الوجبات، وتقليصها إلى مستوى غير مقبول.
رغم الشكاوى المتكررة من الأطر الصحية حول ضعف جودة التغذية، تفاقم الوضع مع دخول شهر رمضان، حيث أقدمت إدارة المستشفى والشركة المكلفة بتدبير التغذية على تقديم وجبات وُصفت بـ”المهينة والمستفزة”، سواء من حيث الكم أو النوعية، بل وتم تقليصها إلى وجبة واحدة لا تكفي حتى للإفطار، بعد أن كانت تشمل الإفطار والعشاء والسحور.
هذا الوضع دفع الأطر الصحية، بالتنسيق مع المكتب النقابي، إلى إعلان مقاطعة هذه الوجبات، في خطوة احتجاجية تهدف إلى تصحيح الوضع. إلا أن إدارة المستشفى، بدلًا من الاستجابة للمطالب، صعدت من ممارساتها التعسفية، حيث تم منع توزيع الوجبات ليلة الأحد 9 مارس، في محاولة وُصفت بالانتقامية، قبل أن يتم تسليمها بعد احتجاج العاملين، لكن دون أي تحسن في الجودة، ما أدى إلى استمرار المقاطعة.
تشير مصادر نقابية إلى أن هذه الأزمة ليست سوى جزء من سلسلة تجاوزات تعيشها المؤسسة، حيث تعاني الأطر الصحية أيضًا من تأخر صرف تعويضات الحراسة والإلزامية والمداومة، إلى جانب عدم الإفراج عن تعويضات البرامج الصحية على مستوى الجهة.
ويؤكد المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل أن مديرة المستشفى تتحمل مسؤولية تفاقم الوضع، بسبب “إدارتها المتعسفة وتجاهلها المتعمد لمطالب الأطر الصحية”، ما أدى إلى خلق حالة من التوتر داخل المؤسسة، تنعكس سلبًا على ظروف العمل وعلى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
في ظل استمرار الاحتجاجات، وجه المكتب الجهوي للنقابة رسالة إلى المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية لجهة بني ملال-خنيفرة، مطالبًا بتدخل فوري لإنصاف الأطر الصحية المتضررة، وتحسين جودة التغذية بالمستشفى الجهوي لبني ملال ومستشفى القرب لقصبة تادلة، بالإضافة إلى صرف التعويضات المتأخرة.
كما دعا المكتب النقابي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوضع حد لـ”التعسفات الإدارية” التي تتعرض لها الأطر الصحية، مشددًا على ضرورة إعادة الثقة داخل المؤسسة الاستشفائية، وضمان احترام حقوق العاملين فيها.
تبقى الأنظار موجهة إلى رد فعل الجهات الوصية، وسط تزايد الضغط النقابي وتصاعد الغضب في صفوف الأطر الصحية، التي تؤكد استعدادها لمواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق مطالبها المشروعة.