حقيقة قطع العلاقات بين المغرب وألمانيا !!

جريدة أرض بلادي _ المغرب _

مصطفى مسلم _

عرفت العلاقات المغربية الألمانية تطورا هاما على مدى اليومين الماضيين بحيث تم تداول أن المغرب قطع جميع علاقاته مع ألمانيا وهذا فيه جانب من الصحة لكن ليس على النحو الصحيح.
أولا هناك عدة أمور عالقة بين البلدين والتي ساهمت في وصول الأمر ولما وصل اليه، فالخلاف مع ألمانيا له نظرة يمكن أخدها من عدة زوايا ونبدأ بالعلاقات مع بقية الدول أو نقاط الاختلاف بشأنها بين المغرب و ألمانيا.
أولا : الملف الليبي، بحيت أن المملكة المغربية دعت ودعمت واحتضنت الحوار الوطني الليبي بمدينة الصخيرات والذي يهدف إلى المصالحة بين الاخوة الاشقاء الليبيين عبر المفاوضات ،ضربا في لغة السلاح والمليشيات التي تخرب البلد الشقيق (ليبيا)، ولأن هذا لا يخدم الأجندة الألمانية الداعمة للأزمات عبر السلاح ووتزيد المليشيات به، إحتضنت ألمانيا حوارا ليبيا على شكل حوار الصخيرات تمت دعوة العديد من الدول الاخرى للحضور وثم إستثناء المغرب من الدعوة رغم أن الملف يهم المغرب باعتباره منطقة مؤججة ذاخل المحيط الإقليمي بشمال افريقيا.
طبعا المملكة المغربية ورغم تعبيرها عن امتعاضها عن الأمر إلى أنها لم تعطي الأمر أهمية ونظمت لقاء أخر يدعم لقاء حوار الصخيرات والذي يهدف إلى إنهاء الصراع بليبيا سلميا بعيدا عن لغة العنف والسلاح وهذا ما لم يرق لألمانيا…

وما جعل الامر يزيد تفاقما الخطوة المستفزة التي قامت بها ألمانيا برفع علم ما يسمى جبهة البوليساريو على أراضيها تزامنا مع ما يسمى تخليد ذكرى قيام جمهورية “الكرتون”.
وهنا كان لازما أن يضع المغرب حدا لهذه الإزدواجية في المواقف خصوصاً أن العلاقات التجارية بين البلدين قوية وممتازة.

الخطوة وكما لم يفهمها البعض ليست قطع للعلاقات بشكل كلي بل هو مجرد توقيف جميع التعاملات والمساعدة والتواصل مع السفارة الألمانية بالرباط، وأن كل العلاقات التواصلية بين البلدين في كل المجالات لا يمكنها المرور إلا عبر وزارة الخارجية، وهي خطوة دكية ومسؤولة قام بها السيد وزير الخارجية ناصر برويطة والذي قد قطع أشواط هامة بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة ،هذه الخطوة ستجعل وزير الخارجية يراقب جميع التحركات الألمانية بالبلد مما يُمَكِنه من الحرص على عدم تمرير أي مغالطة تجاه القضية الوطنية من طرف ألمانيا وتحركاتها المزدوجة.