جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
عبّر العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة، الجمعة، عن حزنهم على مقتل الشاعر الفلسطيني رفعت العرعير الذي اختار أن يكتب بالإنكليزية ليروي للعالم قصص القطاع المحاصر، بينما أثارت كلماته استياء في الجانب الإسرائيلي.
ونقل عنه أحد أصدقائه قوله “سألقي القلم في وجوه جنود الاحتلال إذا اقتحموا بيتي”، وكتب صديقه الشاعر الغزي مصعب أبو توهة عبر فيسبوك أنه “محطّم”، مضيفا “صديقي وزميلي رفعت العرعير قُتل مع عائلته منذ دقائق. لا أستطيع تصديق ذلك”.
وقال مقربون من العرعير (43 عاما) إنه قتل في غارة إسرائيلية ليل الخميس الجمعة، وأتى مقتله فيما شنّت الدولة العبرية مزيدا من الضربات في شمال قطاع غزة، في إطار مواصلة حربها بهدف “القضاء” على حماس ردا على الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر.
وكان العرعير قد قال بعد أيام قليلة من بدء الهجوم البري الإسرائيلي في 27 أكتوبر، إنه يرفض مغادرة شمال غزة، مركز القتال في ذلك الوقت.
وقال محمد العرعير (42 عاما)، وهو مدرس تاريخ في مدرسة أساسية بمنطقة الشجاعية في غزة “استشهد رفعت صديق العمر، كل العائلة طلبت منه مغادرة المنزل لأن الخطر كبير لكن دائما كان يقول انا أكاديمي ومدني في منزلي لن أغادر”.
ودوّن رفعت على منصة إكس تفاصيل الحياة اليومية تحت القصف الإسرائيلي، وكتب في إحدى تدويناته الأخيرة بتاريخ 4 دجنبر “نحن مغمورون بطبقات سميكة من البارود والأسمنت”.
وأضاف في نفس اليوم “لا يزال الكثيرون محاصرين في الشجاعية، من بينهم بعض أطفالي وأفراد عائلتي”.
وشدد صديقه محمد العرعير أنه “لا توجد أي بقعة آمنة في قطاع غزة لذلك هو اختار أن يبقى في بيته”، ودوّن صديقه أحمد الناعوق عبر منصّة إكس “اغتيال رفعت أمر مأسوي ومؤلم وفاضح وخسارة فادحة”.
كان العرعير أستاذا للأدب الإنكليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درّس مسرحيات شكسبير من بين مواد أخرى.
وبعيد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أودى بحياة 1200 شخص معظمهم من المدنيين على الجانب الإسرائيلي وتم خطف حوالي 240، رأى العرعير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الهجوم “مشروع وأخلاقي”، معتبرا أنه “بالضبط مثل انتفاضة غيتو وارسو”.
وانتفض مئات اليهود في عام 1943 ضد النازيين في غيتو وارسو في بولندا، وقُتل 14000 يهودي أثناء الانتفاضة وبعدها مباشرة.
كما فنّد رفعت العرعير اتهام مقاتلي حماس باغتصاب ضحايا أثناء هجوم السابع من أكتوبر، وكتب على حسابه في منصة إكس “جميع مزاعم الاغتصاب/العنف الجنسي هي أكاذيب، وتستخدمها إسرائيل ستار دخان لتبرير الإبادة الجماعية في غزة”.
وتتّهم إسرائيليات ونشطاء حقوقيون مقاتلي حماس بارتكاب جرائم جنسية لا سيما عمليات اغتصاب خلال الهجوم، وتزايد الغضب بشأن هذه الاتهامات في الأيام الأخيرة. ويقول أطباء ومسؤولون إسرائيليون إنها مدعومة بأدلة من بينها روايات شهود وتحقيقات للطب الشرعي. من جهتها، اعتبرت حماس أن الاتهامات “أكاذيب” هدفها “شيطنة المقاومة”.
وقُتل أكثر من 17400 شخص، معظمهم من المدنيين، في غزة منذ بداية الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس.
والعرعير هو أيضا أحد مؤسسي مشروع “نحن لسنا أرقاما” الذي يجمع مؤلفين من غزة مع شخصيات أدبية خارج القطاع لكتابة قصص باللغة الإنكليزية عن تجاربهم.
ونعاه موقع “ليتيراري هاب”، فيما أبّنه الكاتب والصحافي رمزي بارود عبر منصة إكس قائلا “رحمك الله رفعت العرعير.. سنظل نسترشد بحكمتك اليوم وإلى الأبد”.