جريدة أرض بلادي -عبد المالك حسنيوي
في يوم الأحد 21 أبريل 2024م، كان هناك بث مباشر اختار فيه الأستاذ مصطفى لغتيري الشاعر والكاتب القصصي والروائي المغربي “فن القصة القصيرة وتقنياتها” موضوعا للنقاش.
استهله بذكر السياق الذي جعله يأخذ على عاتقه، الإسهام في نشر الإبداع والتشجيع على القراءة بدل الإقبال على التفاهة التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، ثم نوه بما أنتجه المشاركون في كتاب «سفر الإبداع» من كتابات إبداعية راقية، بل وصفها بالنضج أحيانا، في حين دعا الآخرين إلى مراجعة إبداعاتهم ونبه إلى بعض الهفوات أو كما أسماها الهنات التي يسقطون فيها، خاصة على المستوى اللغوي، وحثهم على إيلاء هذا الجانب أهمية قصوى، لما له من أثر في المستقبل.
قرر بعد ذلك، أن يقرأ بصوته الجميل قصة قصيرة جدا من اختياره، بعنوان ” مالك الحزين “، ثم عرج على بعض الأساسيات التي تتطلبها عملية الكتابة القصصية، مثل العبقرية أو حنكة ودهاء المبدع في توظيف بعض الخصائص الفنية ،كما أشار باستفاضة إلى عنصر اللغة من خلال استحضار بعض النماذج لكتاب مشهورين (كقصة كويلو حول بناء الإنسان)، مشبها الرواية بالنهر والقصة القصيرة بدوامة داخل هذا النهر. انتقل إلى الحديث عن عنصر آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو المعنى العام أو الرسالة التي يريد إيصالها المبدع للقارئ.
أثناء البث ورد سؤال عن الميكانيزمات التي ينبغي توفرها في كتابة القصة القصيرة، واعتبر أن الاشتغال على اللغة من خلال التقديم والتأخير وعدم الاستغراق في الحوار واستحضار تقنية التكثيف..
وأشار إلى تطور فن القصة عبر العصور، بدءا من السياق التقليدي لظهورها، مرورا بجيل السبعينات..، وصولا إلى العصر الحديث..
في الأخير، أكد الأستاذ مصطفى لغتيري على ضرورة قراءة النصوص التي ينتمي إليها المبدع، ثم قراءة النصوص العالمية في المرحلة الموالية، قبل الخوض في الكتابة الإبداعية.