ماذا نريد؟ وإلى أين سنصل؟!

جريدة أرض بلادي – بقلم: [اسماء بومليحة]

في خضم حياتنا اليومية، لا مفرّ من التوقّف للحظة وطرح أسئلة جوهرية: من نحن؟ ماذا نريد؟ إلى أين نمضي؟ وما الغاية من كل هذا؟
هي ليست مجرد أسئلة فلسفية، بل ضرورية لمراجعة الأخطاء، فهم الواقع، والبحث عن سبل الإصلاح.

ومع حلول عيد الأضحى، يطفو على السطح تساؤل كبير: هل أصبح العيد عبادة خالصة أم عادة اجتماعية؟

فبعد القرار الملكي الحكيم بإلغاء شعيرة الذبح هذه السنة مراعاة للظروف الاقتصادية والاجتماعية، كان المتوقع أن يسود التريّث والتفهم. لكن ما لاحظناه في الأيام الأخيرة يُثير الدهشة: سباق محموم على اقتناء الأضاحي، تحت ذرائع متعددة: “عندي عرس، عندي عقيقة، عندي ضياف…”.

تناقض صارخ!
بالأمس القريب، كانت الشكاوى لا تنتهي عن غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة، واليوم نرى مشاهد التهافت، وصفحات التواصل الاجتماعي تغصّ بوصفات الشواء وطقوس التحضير، وكأن شيئاً لم يكن.

فهل أصبحنا مجتمعاً “لحمياً-هضمياً-خبزياً” بامتياز؟ مجتمعاً يُختزل فيه العيد في الولائم والدخان المتصاعد من الشوايات، بينما تُنسى القيم الأصلية من صلة الرحم، التكافل، والاحترام المتبادل بين الجيران؟

متى نُعيد للعيد معناه الحقيقي؟ متى ننتصر لروح الدين قبل مظهره؟ متى نؤمن بأن مصلحة الوطن والمجتمع فوق كل اعتبار فردي؟

إن تطبيق القوانين لا يجب أن يكون رهين الرقابة، بل عن قناعة داخلية ومصداقية حقيقية، فذلك وحده ما يضمن العيش المشترك ويحمي نسيج المجتمع من التآكل.

قد حان الوقت لنُعيد ترتيب أولوياتنا ونسأل أنفسنا بصدق: ماذا نريد فعلاً؟ وإلى أين ستصل .