استمرار اعتداء المختلون عقليا على المواطنين بالناظور … يعيد للواجهة مشكلة نجاعة السلطة ومصالحها الخارجية 

جريدة أرض بلادي -فاطمة الزهراء الحجامي

 

على إثر الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها المختلين عقليا ضد المواطنين باقليم الناظور ومن بينها تعرض ثلاثة مواطنات للعنف من بينهم قاصر بواسطة سلاح راد (حجر) على مستوى حي “ اولاد ميمون” مما أدى إلى إدخال الطفل القاصر في حالة غيبوبة ونقلها للمستشفى الجامعي لتلقي العلاجات الضرورية واجراء لها عملية جراحية جد معقدة تكللة بالنجاح وانقاذ حياتها.

 

كما اقدم مختلون على اقتحام عدت محلات تجارية و صيدليات بجماعة بني انصار زرعوا من خلال هذا التصرف الرعب في ساكنة المدينة وزوارها من الاجانب خصوصا القادمين من مليلية.

في سياق متصل، دق العديد من الفعاليات باقليم الناظور، في ربوقت سابق، ناقوس الخطر بشأن ظاهرة المختلين عقليا وذوي الأمراض النفسية والعقلية بعدد من جماعات ، حيث نبهت إلى تنامي هذه الظاهرة بهذه المناطق، في وقت أصبحت قنابل موقوتة، وذلك لما يسببونه من خطر في الشارع العام، وتمهديدهم لسلامة المواطنين والمواطنات والسياح الاجانب، الشيء الذي يستدعي التفكير الجدي في سبل الحد منها.

 

محمد الحموتي، فاعل مدني بالمنطقة، قال إن “هذه الظاهرة تنامت بشكل مهول بإقليم الناظور، الشيء الذي يسائل الجهات المسؤولة على القطاع الصحي التي من الواجب عليها الانتباه إليها والعمل على احتوائها، وذلك عبر تسخير كل الظروف الخاصة للإستفادة من التطبيب والعلاج، خاصة وأن الكل يعلم أن الطب الخاص في هذا التخصص مكلف جدا وباهض الثمن، حيث تتراوح كلفته مابين 300 إلى 400 درهم للحصة، وهو الشيء الذي يكون في متناول الطبقة الميسورة فقط”.

وأضاف الحموتي ضمن تصريح للجريدة ، أن إقليم الناظور لا يتوفر على مراكز فعلية للامراض العقلية والنفسية وان مصحة الأمراض النفسية بالعروي قوة استيعابها جد ضعيفة ولا تستطيع احتواء الاعداد الكبير من المختلين العقليين الذي يتم نقلهم من جهات وعمالات اخرى والالقاء بهم بإقليم الناظور ، وهو الأمر الذي يعتبر مشكلا عويصا وكبيرا، ليبقى المعول عليه لدى ساكنة الإقليم هو توفير الولوج والعلاج والايواء من قبل المسؤولين.

 

وفي تصريح للبنا باشاو، قالت انه “يطرح أكتر من سؤال على المسؤولين على القطاع الصحي الاقليمي، فأين هو دور المندوبية الإقليمي بالناظور بخصوص الأمراض النفسية والعلقية والمدمنيين على المخدرات، خاصة مع حالة الانتحار الاخيرة و الاعتداءات وقتل الاصول المؤلمة والمروعة التي عرفها إقليم الناظور في السنوات الأخيرة، حيث ان معضلة عديمي الأهلية من الحمقى اصبحت تؤرق حتى المؤسسات السجنية التي تعاني كذلك من احتوائها لعدد كبير منهم تم اصدار في حقهم قرارات الإيداع بالمصحات العقلية وبدون جدوى لعدم وجود اماكن بمصحة الأمراض العقلية بالناظور .

سعيد شرامطي رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الانسان أكد أنه حان الوقت لفعاليات المجتمع المدني ومسؤولي القطاع الصحي ومنتخبين وبرلمانيين وبرلمانيات لتحمل مسؤوليتهم خصوصا المستفدين من المال العام وهم معروفين لدى العامة والخاصة من أجل التحرك الفوري للضغط على وزارة الصحة لتوسعة الوحدة صحية المختصة للامراض العقلية والنفسية بالعروي لتكون متكاملة وتحضى بقوة استعابية كافية لحجم الكارثة التي يعيشها إقليم الناظور ليتم الحد من معاناة عوائل هذه الفئة من المواطنين والمواطنات بهذه المنطقة.

 

وطالب الفاعل الحقوقي نفسه، الجهات المسؤولة، بما فيها الحكومة، بـ”ضرورة التدخل العاجل لإحتواء الوضع وذلك عبر تجميع هذه الفئة المجتمعية، وإنتشالها من الشارع، لما قد تشكله، لا قدر الله من خطورة على سلامة المواطنين والسياح الأجانب ”.

كما التمس شرامطي، من برلمنيي الامة، بإحالة سؤال كتابي إلى السيد خالد أيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ومسائلته حول “استفحال ظاهرة المرضى المختلين عقليا بإقليم الناظور وما تشكله من مخاطر”.

 

لان “ ظاهرة انتشار المرضى المختلين عقليا وضحايا الامراض النفسية والعقلية، استفحلت مؤخرا بمختلف الجماعات الترابية بإقليم الناظور إلى درجة ازداد معها تخوف الساكنة من ارتفاع نسبة الحوادث والاعتداءات المباغتة والخطيرة لهؤلاء المرضى على حياة المواطنات والمواطنين والسياح والممتلكات الخاصة والعامة بالإقليم، بل في بعض الحالات تؤدي بهم إلى إيذاء ذويهم وأنفسهم إلى درجة الانتحار”.