اطفال و مراهقون في مرمى الادمان القاتل على تعاطي السجائر الإلكترونية 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

بدأت الجهود المبذولة للحد من استخدام التبغ تؤتي ثمارها بانخفاض معدل انتشار التدخين بين التلاميذ بنحو الثلث في غضون عقد من الزمن بالمغرب، لكن هذا الانخفاض يتعرض للنسف بسبب وصول السجائر الإلكترونية، وفق الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي. فما هي مخاطر السيجارة الإلكترونية؟ وما مدى تعاطيها من قبل الأطفال والمراهقين المغاربة؟

يرى الطيب حمضي أن السجائر الإلكترونية “تستمر بالإيقاع بشكل متزايد بالأطفال والمراهقين والشباب والنساء في دوامة من الإدمان المميت، بسبب روائحها الفاكهية، وألوانها الشبابية، وسهولة الوصول إليها في كثير من الأحيان، والاستراتيجيات الدعائية الشرسة التي تتبعها الشركات المصنعة”.

 

استراتيجية جديدة للترويج

 

أفاد حمضي، أنه ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، أطلقت صناعة التبغ استراتيجيات إعلانية جديدة لبيع الإدمان القاتل على نطاق واسع، مبرزا أن الغرض هو استقطاب ما يكفي من الأطفال والمراهقين والشباب لتعويض خسارة “زبنائها”، بسبب وفاة الملايين كل عام بسبب التبغ، وعشرات الملايين الذين يتوقفون عن التدخين.

 

وأبرز حمضي، في معطيات توصل بها SNRTnews، أن السيجارة الإلكترونية تشكل السلاح الجديد لصناعة التبغ، من أجل تسهيل المرور للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية.

 

وأكد الدكتور روديجر كريش، مدير إدارة تعزيز الصحة لدى منظمة الصحة العالمية، أن “السجائر الإلكترونية تستهدف الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وتعرض عليهم ما لا يقل عن 16000 نكهة، وتستخدم بعض هذه المنتجات شخصيات كرتونية لها تصاميم أنيقة تجذب جيل الشباب، وهناك زيادة مقلقة في تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأطفال والشباب، إذ تتجاوز حتى معدلات تعاطيها في أوساط البالغين في العديد من البلدان”.

 

ويمكن أن يرتبط التعرض لمحتوى يتناول السجائر الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لفترة وجيزة، بزيادة اعتزام استخدام هذه المنتجات، فضلا عن اتخاذ مواقف أكثر إيجابية إزاء السجائر الإلكترونية، حسب منظمة الصحة العالمية

 

المراهقون المغاربة والسجائر الإلكترونية

 

أوضح حمضي أن 12,5 بالمائة من المراهقين المغاربة (أي واحد من كل 8) يستخدمون أو استخدموا بالفعل السجائر الإلكترونية؛ منهم 21,1 بالمائة منهم ذكور و5,2 بالمائة إناث (واحد من كل خمسة أولاد وواحدة من كل 20 فتاة).

 

وتابع أن عملية تجريب السجائر الإلكترونية بدأت بين التلاميذ المستعملين لها قبل سن العاشرة بنسبة 7,7 بالمائة منهم، وبين 10 و12 سنة بـ9,6 بالمائة، وبين 13 و14 سنة 23,4 بالمائة.

 

وتفوق عملية تجريب السجائر الإلكترونية بالنسبة للتلاميذ في عمر 15 سنة فما فوق نسبة 60 بالمائة (أي 3 من أصل كل 5 مستهلكين)، مشيرا إلى أن غالبية مستهلكي السجائر الإلكترونية من المراهقين شرعوا في دلك ابتداء من سن 14 عاما.

 

وعلى العموم أكد حمضي أن معدلات تعاطي المراهقين المغاربة للسيجارة والسيجارة الإلكترونية تبقى الأقل في دول شمال إفريقيا التي شملتها الدراسات، بمعدل أقل من معدل المنطقة وأقل بكثير من معدلات الدول الأوروبية، “لكن ذلك ينبهنا إلى أين يمكن أن تتجه الأمور مستقبلا”.

 

مخاطر حقيقية

 

تعتبر منظمة الصحة العالمية والخبراء منتجات التبغ الجديدة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، مواد ضارة على قدر ضرر السجائر التقليدية.

 

وأشار حمضي إلى أن الدراسات أثبتت أن من شأن السجائر الإلكترونية، مثلها مثل التقليدية، أن تسبب أمراضا مثل السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، والقلق، والالتهابات، كما تؤثر على صحة المرأة الحامل وجنينها، وتؤثر أيضا لدى الأطفال على الدماغ، الذي يبقى في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين.

 

وأضاف الباحث في السياسات والنظم الصحية أن استخدام السجائر الإلكترونية يتسبب في الإدمان، ويضاعف ثلاث مرات تقريبا خطر التعاطي للسجائر التقليدية، وبالنسبة للبالغين الغير مدخنين والأطفال والمراهقين والشباب والنساء الحوامل، تعتبر السجائر الإلكترونية خطرا أكيدا على الصحة ومدخلا لإدمان مميت.

 

وبالنسبة للبالغين الذين يتعاطون لتدخين السجائر الإلكترونية، أفاد المتحدث ذاته أنه ليس هناك دراسات حتى اليوم تثبت فائدتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولا كونها أقل خطورة على الصحة، وترى منظمة الصحة العالمية أنه لا ينبغي الترويج للسجائر الإلكترونية كوسيلة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.