حضور رفيع المستوى بندوة الإيسيسكو “وثيقة مكة المكرمة: إنجازات وآفاق”

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

عبد الله عكرمة_

حضور رفيع المستوى بندوة الإيسيسكو “وثيقة مكة المكرمة: إنجازات وآفاق”

 شهدت الندوة العلمية التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، في مقرها بالرباط اليوم الجمعة (21 مايو 2021)، تحت عنوان: “وثيقة مكة المكرمة: إنجازات وآفاق”، وألقى محاضرتها الرئيسية الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، حضورا رفيع المستوى ونقاشات ثرية وأفكارا معتبرة، لتحقيق أهداف ومقاصد هذه الوثيقة الجامعة، التي صدرت بتوافق علماء ومفكري 27 مذهبا وطائفة إسلامية. 

بدأت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، رحب خلالها بالدكتور العيسى والوفد المرافق له، مؤكدا أن الندوة مناسبة لتبادل الرؤى الحكيمة واستلهام الأفكار الرصينة حول وثيقة مكة المكرمة، الوثيقة الأمل والنور المكتمل.

داعيا الله أن تكلل الجهود الخيرة التي بذلتها الدول العربية والإسلامية بإنهاء معاناة أهل فلسطين المحتلة وعودة المسجد الأقصى والقدس الشريف إلى أحضان الأمة ، بعد ما بلغته الأوضاع من هدنة في الأراضي المحتلة.

وفي تقديمه للمحاضرة الرئيسية بالندوة قال الدكتور عبد الإله بنعرفة، المستشار الثقافي للمدير العام للإيسيسكو، إنه كانت هناك حاجة ماسة لإصدار وثيقة مكة المكرمة، من القبلة الجامعة للمسلمين، لتحمل الفكر الإسلامي المستنير، وتحترم الديانات الأخرى.

وفي المحاضرة الرئيسية تناول الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، إنجازات وآفاق وثيقة مكة المكرمة، التي تميزت بقدرتها على جمع علماء المسلمين على كلمة واحدة، منوها إلى أن حراس الشريعة كانوا على قدر المسؤولية، واطلعوا بواجبهم العلمي والفكري، لإصدار هذه الوثيقة، فوقع عليها أكثر من 1200 من علماء الدين والمفتين يمثلون مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية، وأكثر من 4500 مفكر إسلامي حضروا جميعا مؤتمر إصدارها.

وأكد أن الوثيقة تناولت عددا من الموضوعات المهمة، التي تمثل ضرورة عصرية، فحملت رسائل الوعي والفكر الإسلامي المستنير، خاصة لشباب العالم الإسلامي، واستأنست بوثيقة المدينة المنورة، التي وقعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتنص على احترام حقوق الآخر الدينية والمدنية، فكانت وثيقة مكة المكرمة امتداد لتلك الوثيقة التاريخية.

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن وثيقة مكة تؤكد على ضرورة الحوار الديني والثقافي والحضاري في سبيل التعايش والتفاهم، وتحقيق التنمية ومحاربة الفساد، وتهذيب السلوك.

وأشاد الدكتور العيسى بالأدوار التي تقوم بها الإيسيسكو، معربا عن أمله في أن تواصل المنظمة دورها في التعريف بوثيقة مكة المكرمة، التي أقرتها جميع دول العالم الإسلامي خلال اجتماع وزراء خارجية هذه الدول.

وعقب المحاضرة الرئيسية تم فتح المجال أمام مداخلات الحاضرين، وفيها أكد الدكتور أحمد السنوني، الأمين العام المساعد للرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، أن وثيقة مكة يجب أن تكون مصدر إلهام على الصعيدين الفردي والجماعي باعتبارها وثيقة إنسانية في أهدافها وأبعادها الوظيفية.

فيما أشار الدكتور خالد الصمدي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، إلى أن الوثيقة صححت الكثير من المفاهيم، ورسخت العديد من القيم، وعملت على تنمية مهارات تدبير الاختلاف.

وقدم الدكتور المحجوب بنسعيد، الباحث في علوم الاتصال والحوار الثقافي، عددا من المقترحات لتعزيز الصبغة الدولية لوثيقة مكة المكرمة، ونوه الدكتور مصطفى الزباخ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، إلى أن الوثيقة تسعى إلى تحرير العقل الإسلامي من سجون المفاهيم المضللة بهدف بناء فهم متجدد للإسلام.