رواية عائشة القديسة والنهاية المفتوحة.. بقلم الزهرة المسعودي

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

بقلم الزهرة المسعودي-

عائشة القديسة او عائشة قنديشة اسم مرعب بحد ذاته، بمجرد سماعه يبعث الخوف وعدم الاطمئنان في نفوس المؤمنين بهذه الخرافة، المنشرة في الأوساط الشعبية، لكن لا بد أن نعود الى التاريخ لفهم أصل هذا الاسم “عيشة قنديشة”، لقد كانت مقاومة للاستعمار البرتغالي وكانت تشكل مصدر خوف للبرتغاليين حيث كانت توقعهم في مصيدتها لتزرع بين اضلعهم خنجرها.
شكلت هذه الشخصية صراعا بين الحقيقة والخيال كما بين لنا الاستاذ مصطفى لغتيري في روايته عائشة القديسة، التي أبرز كاتبها بعض الظواهر المنتشرة في المجتمع المغربي خاصة والعربي عامة، حيث تجلى ذلك في الشخصيات الاربع (الجمركي يحيى الممرض والمعلم)، شخصيات بدأت بها الرواية كل يوم تجتمع في أحد المقاهي لتبادل الأحاديث واحتساء الشاي لكسر ممللهم، وقد تعمد الكاتب توظيف شخصية المعلم سعد كونه شخصية متعلمة ذات تفكير مستقل، ليبرز قيمة الوعي في علاقته بالجهل المنتشر في المجتمع، وحين ثم ذكر اسم عيشة قنديشة من طرف الممرض تباهى المعلم سعد ليعرض ما لديه من معلومات على هذه الشخصية المرعبة وكما أكد انها شخصية وهمية فحسب.
وكان للمعلم هواية اشتاق لممارستها وهي هواية الصيد. ركب دراجته النارية وكانت فكرة عيشة قنديشة المرعبة بين الحقول ونباح الكلاب والظلام القاتم تداعب فكره حتى سقط من دراجته ودخل في غيبوبة لتظهر له عائشة قنديشة حرفيا بملابس بيضاء ليعيش مأساة وكأنه داخل فيلم رعب ومن بين هذه المأساة محاكمته لانه تسبب بإعاقة لها عند سقوطه من دراجته، وهذا ما اكد الفكر المتداول عند الناس، وخاصة المعتقدين بالخرافات، ومنها بعض الأساطير المغربية، ومفاده أنه اذا تسبب احد للجن في مكروه فإنه يعاقب حتى لو لم يتعمد الشخص ذلك.
عندما تم اكشاف ان سعد ملقى على الارض تأخر الاسعاف والدرك يحاول ابراز هيمنته ومدى معرفته بالقانون ، وبسبب هذين الاخيرين كان يمكن فقدان سعد الى الابد.
عند بداية استرجاع سعد وعيه في المستشفى، ظلت شخصية عائشة قنديشة تطارده حتى وهو خارح المستشفى وفي رحاب المقهى مع اصدقائه، فتهيأت له وهي تنزل من الحافلة ولم يرها احد غيره.
ترك الكاتب نهاية الرواية مفتوحة للقارئ ليشارك في بناء الحكاية، ويستعمل مخيلته لإتمام القصة حسب رغبته، وهذا ما يجعل القراءة إيجابية وفعالة ومشاركة في بناء الأحداث.