شاعر مغربي وشاعرة سورية يفوزان بجائزة غاليري الأدبية

جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-

بعد نجاح الدورتين السابقتين، اللتين حملتا بالتتابع اسمي رمزين من رموز أدبنا المغربي المعاصر، ويتعلق الأمر بكل من الأديب العربي بنجلون والكاتب أحمد بوزفور، وقد حظيتا معا بمشاركة وطنية وعربية قوية ومتابعة إعلامية جيدة، أطلق غاليري الأدب جائزته الأدبية في دورتها الثالثة 2022- 2023، وقد تقرر أن تخصص هذا العام لجنس أدبي عريق، كان ومايزال مصدر إلهام للبشرية جمعاء، ويتعلق الأمر بالشعر، الذي لا يجادل أحد في أهميته، في كل العصور وعبر جميع بقاع العالم.
وانتصارا للبعد الحداثي في الشعر، باعتباره يشكل خطوة جبارة نحو معانقة الشعر العربي لامتداده الإنساني الرحب، تقرر اختيار الشعر الحر وقصيدة النثر مضمارا للمنافسة، لما لهذين القصيدتين من قيمة شعرية، ترنو نحو الأفق الجمالي المفتوح، وتستشرف المستقبل، معززة برؤيا الشاعر، التي لا يمكن إلا أن تعانق القيم الإنسانية الخالدة، بما فيها الحرية واحترام الاختلاف، والدعوة إلى التعايش على هذه الأرض، أمنا الأرض، ملكنا المشترك، حاضنين الحلم، ومعه قبضة من ياسمين، وعبارات جميلة، محفزة على الحياة، نقدمها للأجيال القادمة.
بهذا المعنى تكون القصيدة الحداثية، في رأينا، طوق نجاة للعالم مما يتهدده من انغلاق على الذات وشوفينية وتناحر عرقي وديني ولغوي.
وقد تم اختيار الشاعر المغربي محمد الشخي لتتشرف هذه الدورة باسمه، نظرا لعدة اعتبارات، منها أنه أحد رواد القصيدة الحداثية في المغرب، وقد ساهم بدواوينه المتعددة في ترسيخ هذا النوع من القول الشعري، فاتحا له، رفقة بعض شعراء جيله، أفقا رحبا نحو معانقة ماهيته الحقيقية، بعيدا عما ترسخ في الثقافة العربية التقليدية عن الشعر باعتباره” كلاما موزونا مقفى”، بل الشعر كما نراه ويراه معنا العالم أجمع، تعبير لغوي جمالي عن الذات الفردية والجماعية، وما يحيط بهما من تمظهرات وظواهر، بما ينسجم مع رؤيا الشاعر للعالم وموقفه منه، بصوغ أدبي جميل، رؤيوي واستكشافي واستشرافي، يصبح فيه الشعر كاشفا للحجب، ومتنبئا بما هو آت، موظفا في سبيل ذلك أدوات جمالية، لغوية وحدسية وتصويرية، تفتح كوى على الحلم والأمل، وتعمق الإحساس باللحظة الآنية وبما هو قادم.
كما أن الشاعر محمد الشيخي قد ساهم من خلال ممارسته للتدريس الجامعي، لردح من الزمن، وفي كثير من المدن المغربية، منها مدينة الدار البيضاء- موطن غاليري الأدب- في تكوين عدد من الشعراء والنقاد والأساتذة، ففتح أعينهم على البعد الحداثي في الشعر، ورسخ في وجدانهم وذائقتهم الجمالية عمق الشعر ونسغه، عبر تعريفهم بماهيته الحقيقية، وطرق اشتغاله وآلياته الموظفة لانبثاق المعنى الشعري الخالد والمتجدد، بما فيها اللغة معجما وتركيبا والرمز والصورة الشعرية والإيقاع بنوعيه: الداخلي والخارجي…
وبعد الإعلان عن اللائحة القصيرة التي ضمت كل من:
1- ابراهيم ديب- أقضم الجبل كتفاحة- المغرب.
2 – سعيد أُنوس – لُيونَةُ حَديد.. يَأْسُ أَصَابِع – المغرب.
3- شذى كامل مساحة ضيقة للحب – سوريا.
4- عبد السلام سنان – خمس الغاب- ليبيا.
5-عبد العزيز الحاجوي- قميص الليل- المغرب.
6 – عبد الله نوري- أنت مخلوق للفرح- العراق.
7 – المصطفى البحري- غرفتي ملأى بسراطين البحر -المغرب.
8- محمد العبسي- نيابة عن العالم أحترق- تونس
9- محمد عنوف- ويجيء فجر الياسمين- المغرب
10- محمد الصديق منيخ – عشرون عاما من الطعنات- الجزائر.
11- مهند يحيى حسن- ما تناقلته الريح – العراق.
12- هشام بوطرفاس- صعلوك الأرض- المغرب.
وبعد الاطلاع العميق لأعضاء لجنة التحكيم المكونة من الشاعر محمد الشيخي والناقد الأدبي سعيد بوعيطة والكاتب مصطفى لغتيري على الدواوين المتبارية، سجلوا بكثير من الفخر المستوى الجيد للنصوص الشعرية، والتقارب الكبير في الأداء الفني لدى الشعراء المتنافسين، بما يعني أن ثمة قواسم مشتركة بين مستويات اللغة الشعرية في هذه النماذج، وهي بالتأكيد ناتجة في المحصلة عن الحساسية الشعرية المشتركة للأجيال الجديدة من المحيط إلى الخليج.
وبعد ترتيب أعضاء اللجنة للدواوين وتنقيطها حسب المعايير، التي ارتضاها كل محكم على حدة، تم جمع النقط المحصل عليها من قبل كل ديوان، فجاءت النتيجة النهائية كالتالي:
الشاعران الحاصلان هذه السنة على جائزة غاليري الأدبية هما:
– الشاعر ابراهيم ديب من المغرب، عن ديوانه ” اقضم الجبل كتفاحة”.
– الشاعرة شذى كامل من سوريا، عن ديوانها” مساحة ضيقة للحب”.
عن غاليري الأدب
المدير المسؤول:
مصطفى لغتيري

ملاحظة:
المرجو من الشاعرين المتوجين بالجائزة التواصل مع غاليري الأدب في شخص مصطفى لغتيري من أجل الشروع في إجراءات طبع الديوانيين الفائزين.