وزارة الصحة توصي بالكشف المبكر لمكافحة داء السل 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ابتداء من فاتح نونبر وإلى غاية الأسبوع السادس، حملة وطنية للوقاية من مرض السل ومحاربته، بهدف الرفع من مستوى الوعي وتعزيز التشخيص المبكر، في حالة ظهور علامات تشير إلى الإصابة بهذا المرض. فماذا نعرف عن هذا المرض؟ وماهي أبرز المعطيات العلمية الخاصة بالإصابة بهذا الداء بالمغرب؟

تعرف منظمة الصحة العالمي داء السل بكونه مرضا معديا تسببه في الأصل بكتيريا المُتَفَطِّرَة السُّلِّيَّة. ويصيب السل الرئتين بشكل رئيسي (“السُّل الرئوي”) ولكنه يمكن أن يهاجم أي جزء من الجسم (“السل خارج الرئة”).

 

عدوى سريعة

 

وينتشر السل، وفقا لمنظمة الصحة، عبر الهواء مثل نزلات البرد، مبرزة أن الأشخاص المصابون بالسُّل الرئوي هم وحدهم من يمكن أن ينقلوا هذا المرض للغير في حالة السعال أو العطس أو التحدث أو البصق، حيث يدفعون بذلك جراثيم السل (المعروفة باسم العصيات) إلى الهواء، وفي حالة استنشاقها يمكن الإصابة بهذا الداء.

 

وفي سياق ذلك، اختارت وزارة الصحة خلال هذا العام إطلاق حملة وطنية تحت شعار “تنفس الحياة.. حارب داء السل”، بغرض تجنب المضاعفات والوفيات التي قد تحدث في حالة التأخر في اكتشاف المرض، فضلا عن تعزيز العلاج الوقائي للمرض في أوساط المجموعات المعرضة لخطر العدوى.

 

وتؤكد الوزارة من خلال هذه الحملة، أن جميع الخدمات في مجال مكافحة السل يتم تقديمها مجانا على مستوى هياكلها، والمراكز الصحية المندمجة ومراكز تشخيص وعلاج أمراض الجهاز التنفسي (CDTMR).

 

حملة

الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

وتندرج هذه الحملة في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني للوقاية من مرض السل ومكافحته بالمغرب للفترة 2021-2023، والتي كانت تهدف إلى خفض عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2023 مقارنة بعام 2015.

 

كشف يتم تشخيص هذا الداء في المغرب؟

 

في هذا الصدد، أوضح الدكتور أحمد بوصفيحة، رئيس مصلحة الأمراض التعفنية بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، أن تشخيص هذا المرض أصبح سهلا في المغرب، بعدما كانت التحاليل المخبرية تتطلب أربعة أسابيع للكشف عن هذا المرض، والآن شهد المغرب طفرة نوعية في هذا المجال من خلال التحاليل الجينية للجرثومة، والتي تعرف أيضا بالتحاليل الجينيتيكية، حيث يمكن الكشف عن نتائج هذه التحاليل في مدة ساعتين فقط.

 

وشرح بوصفيحة، في تصريح لـSNRTnews، أن علاج داء السل غير مكلف ومتوفر في جميع المراكز الصحية. وحتى إذا قام المريض بمتابعة العلاج بالمصحات الخاصة، فإن التغطية الصحية يمكن أن تساعد في تخفيف العبء على المرضى، مشددا على أن المريض يجب أن ينخرط في العلاج حتى القضاء على الجراثيم، لأن المدة اللازمة للعلاج تتجاوز ستة أشهر.

 

وأكد أن داء السل يصيب الأشخاص الذين يعانون من مناعة ضعيفة، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون بسبب العوامل الوراثية، وفي حالات أخرى يمكن أن ينتقل هذا المرض من خلال العدوى.

 

وتقول وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إنه على مدى عقود طويلة من مكافحة هذا المرض تمكن المغرب من تحقيق معدل اكتشاف يزيد عن 85 في المائة والحفاظ على معدل شفاء يقترب من 90 في المائة.

 

لذلك توصي بالكشف المبكر، ذلك أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في مجال محاربة هذا الداء، إلا نقص معدل الإصابة بداء السل لا يزال ضعيفا ( 1 إلى 2 في المائة سنويًا) ولن يكون من الممكن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في القضاء على مرض السل في بلدنا إلا بحلول سنة 2030.

 

ماذا عن الأطفال؟

 

علاوة على ذلك، فإن عدم الكشف عن حالات السل لدى الأطفال دون سن الخامسة وظهور أشكال متعددة وشديدة المقاومة يشكل تحديا كبيرا للصحة العمومية في المغرب.

 

ويشرح بوصفيحة، في هذا السياق، أنه يوجد فرق كبير بين خصائص الإصابة لدى الأطفال بداء السل وإصابة الكبار، حيث إن الفئة الأولى تصاب بهذا الداء خارج الرئة ولا يمكن تشخيصها من خلال التحاليل العادية، بينما يمكن أن تظهر إصابة الكبار بداء السل في الرئة.

 

وأكد أن نسبة الإصابة بداء السل في صفوف الاطفال لا تتعدى 10 في المائة، الإ أن علاج هذا المرض عند هذه الفئة يكون صعبا.