جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
في السنوات الأخيرة، طالما كان الذكاء الاصطناعي في قلب المجال الطبي. إذ يساعد في التشخيص، والجراحة بمساعدة الكمبيوتر، والروبوتات الطبية، وفي تطوير علاجات جديدة … هي من بين إمكانيات يوفرها الذكاء الاصطناعي اليوم، لكن على الرغم من الفوائد العديدة، تحث منظمة الصحة العالمية على توخي الحذر في استخدام الأدوات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق الأمن البشري والاستقلالية.
يعطي الذكاء الاصطناعي الأمل في تحسين الرعاية الطبية في المغرب، كما في العالم. فبفضل تطويره سيُسهل عمل المتخصصين ويساعد في تطوير علاجات وتقنيات جديدة.
بالنسبة للطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، قائلا “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر مزايا لدعم التشخيص وتحسين الرعاية الصحية المقدمة في تخصصات مختلفة، مثل تشخيص الأمراض الجلدية كما أن الذكاء الاصطناعي فعال في علم الأورام، لأنه يساعد في التشخيص والتنبؤ والاستهداف وأيضا تشخيص العلاج. كما أنه فعال في أمراض القلب إذ يساعد في تفسير التخطيط الكهربائي للقلب وحساب عوامل الخطر المحذق بالمريض، لذلك يمكن أن يساعد الطبيب في تحديد التشخيص واختيار العلاج المناسب ومساعدته في اتخاذ القرار “.
الروبوتات الطبية.. تقنية مزدهرة
على مر السنين الأخيرة، تم إجراء عمليات جراحية كبيرة باستخدام روبوتات جراحية لتحسين راحة الجرّاح والمريض. وكما أوضح الطبيب نفسه “يمكن للذكاء الاصطناعي تحويل الروبوتات في المجال الطبي. في المغرب على سبيل المثال يستخدم الذكاء الاصطناعي في علم الأشعة، فهناك برمجيات وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد التشخيص والقضاء على أي احتمال للأخطاء الطبية، ويمكن لهذه الروبوتات أيضا أن تُدقق أكثر في ما يتعلق بالتشخيص لإجراء عمليات إعادة بناء جسم الإنسان، والمساعدة في العلاج الموجه بالأشعة مثل العلاج الإشعاعي على سبيل المثال، دون نسيان الجراحة الموجهة التي يتم تطبيقها في المغرب”.
تسريع تطوير الأدوية.. قيمة الذكاء الاصطناعي
بفضل الذكاء الاصطناعي، سيتم تطوير الأدوية بطريقة سريعة وخصوصا بأقل تكلفة، وذلك بفضل تحسين البحث والتجربة قبل استخراج الدواء.
وكما يبرز الدكتور حمضي “سيسهل الذكاء الاصطناعي هذه التجارب من خلال المساعدة في توقع النتائج والتنبؤ بها دون الوصول إلى مرحلة الخطر. سيوفر لنا الوقت الثمين في اتخاذ القرار وتوقع أي أزمة صحية”.
هل سيعوض الذكاء الاصطناعي الطبيب؟
إذا كان الذكاء الاصطناعي يساعد الطبيب على إجراء التشخيص وتوقع الأزمات الصحية وتحسين العلاج، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل محل الطبيب، كما يؤكد حمض.
في هذا الصدد قال “سيكون الإنسان دائما موجدا، والذكاء الاصطناعي متطور، وسيبقى مختلفا عن الذكاء البشري الذي يتطور بعدة طرق. بالتأكيد في المستقبل سوف يؤدي الذكاء الاصطناعي مهاما بدلا من المهنيين، ولكن دائما الإنسان سيكون موجودا للعلاج والاستماع والمعالجة. لكن هي ليست مسألة منافسة بين الذكاء الاصطناعي والمهنيين”.
وأضاف “مع الذكاء الاصطناعي لن يكون هناك أطباء وممرضون وصيادلة فقط، طالما ستكون هناك مهن جديدة. سيكون هناك تقنيو أجهزة ومكلفين بالتقنيات المتصلة. سيكون البشر دائما متواجدين يتحملون مسؤولياتهم وقبل كل شيء للحفاظ على هذه العلاقة بين الطبيب والمريض”.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
مثل أي تقنية جديدة، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات هائلة لتحسين صحة ملايين الأشخاص حول العالم، ولكن كما هو الحال مع أي تقنية يمكن أيضا إساءة استخدامها وبالتالي يترتب عن هذا أضرار، كما يؤكد تيدريس أدهانون، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي دعا إلى وضع الأخلاق وحقوق الإنسان في قلب تصميم الذكاء الاصطناعي.
الطيب حمض يرى نفس الشيء، إذ دعا إلى توخي الحذر عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، قائلا “إذا طلبنا من GPT Chat على سبيل المثال كتابة مقال عن المغرب يمكن أن يرتكب أخطاء، ولكن الإنسان سيكتشفها ويصححها. ولكن عندما يحدث ذلك بالنسبة لصحة الإنسان يمكن أن تكون هذه الأخطاء قاتلة. لذلك عليك أن تظل حذرا ويقظا”.
وتابع قائلا “بالتأكيد فإن الذكاء الاصطناعي فعال لكن دعونا لا ننسى أنه سيتطور بسرعة كبيرة، وسيصل إلى مراحل أخرى أكثر قوة. لذلك يجب سن قوانين لمتابعة تطور الذكاء الاصطناعي وتنظيم استخدامه”.
وطرح الطيب حمضي أسئلة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة على Chat Gpt هذه إجاباته:
ChatGPT: يوفر الذكاء الاصطناعي العديد من الاحتمالات الواعدة في مجال الرعاية الصحية، ولكنه يطرح أيضا بعض المخاطر والتحديات. فيما يلي بعض المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية:
1. الانحياز والتمييز: يمكن أن يتأثر الذكاء الاصطناعي بالتحيزات الموجودة في البيانات مما قد يؤدي إلى نتائج تمييزية أو غير عادلة. على سبيل المثال إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي غير متوازنة من حيث التواجد الديموغرافي فقد يؤدي ذلك إلى توصيات أو قرارات طبية لا تأخذ بعين الاعتبار مجموعات سكانية معينة.
2. السرية وحماية البيانات: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي جمع ومعالجة كميات كبيرة من البيانات الطبية الحساسة. يعد ضمان سرية وأمن هذه البيانات أمرا ضروريا لمنع انتهاك الخصوصية والأمن.
3. الأخطاء والموثوقية: على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون جيدا في بعض المهام، إلا أنه ليس معصوما عن الخطأ. يمكن أن تحدث أخطاء لها عواقب وخيمة على المرضى. لذلك من الضروري وضع آليات صارمة للتحقق والمراقبة لضمان موثوقية أنظمة الذكاء الاصطناعي.
4. المسؤولية والمساءلة: عند اتخاذ القرارات الطبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، قد يكون من الصعب تحديد المسؤول في حالة حدوث مشكلة أو ضرر. يثير تحديد المسؤولية القانونية والأخلاقية للقرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي أسئلة معقدة.
5. الثقة والقبول: قد يثير إدخال الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي مخاوف المرضى والمتخصصين. يمكن أن تؤدي عتامة خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى تغييب الثقة في هذه الأنظمة. من المهم التواصل بوضوح وشفافية حول كيفية عمل الذكاء الاصطناعي وإشراك المرضى والمتخصصين في عملية صنع القرار.
و يعمل العديد من الباحثين وصانعي السياسات والمتخصصين على تطوير أفضل الممارسات وآليات المساءلة لتقليل هذه المخاطر وتعزيز الاستخدام الأخلاقي والآمن للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.