الملك يدعو العالم إلى تكريس الشفافية والمُساءلة في العمل الإنساني

و م ع

 

دعا الملك محمد السادس إلى إضفاء المزيد من الفعالية والشفافية على العمل الإنساني وتكريس المساءلة بشأنه، وضبط آليات مراقبته وتقييمه، مبرزا أنه حرص على أن يشكل العمل الإنساني النبيل ركيزة أساسية وهيكلية للسياسة الخارجية للمملكة.

وقال الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى المشاركين في أشغال القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني المنعقدة في اسطنبول يومي 23 و24 ماي الجاري، “لقد حرصنا منذ اعتلائنا عرش المملكة المغربية على أن يشكل العمل الإنساني النبيل ركيزة أساسية وهيكلية للسياسة الخارجية للمملكة”.

وفي هذا الصدد، تضيف الرسالة الملكية، “كان المغرب دائما سباقا، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لتوفير المساعدات الإنسانية الأولية للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، بتوفير المواد الغذائية والأدوية والخيام والمستشفيات الميدانية متعددة الاختصاص، سواء في فلسطين، أو في تونس والمملكة الأردنية الهاشمية للتخفيف من معاناة أشقائنا السوريين والليبيين”.

وتابع الملك محمد السادس أن “إسهام المملكة في مجال العمل الإنساني لا ينحصر فقط في المساعدات العاجلة ؛ بل إنه يندرج في منظور شمولي، يروم التخفيف من معاناة الفئات المستضعفة، من خلال مشاريع للتنمية المستدامة، خاصة بدول إفريقيا جنوب الصحراء”.

وسجلت الرسالة الملكية أن لقاء اسطنبول ينعقد في ظرفية حساسة، تتسم بارتفاع مهول لعدد اللاجئين والنازحين في العالم، وتوالي موجات غير مسبوقة من الفارين من ويلات الحروب، أو من الأخطار الناتجة عن الكوارث الطبيعية والآثار السلبية لتغير المناخ، وكذا من الأوضاع الاقتصادية المزرية لبلدانهم.

ودعا الملك محمد السادس، في هذا الإطار، إلى “إضفـاء المزيـد مـن الفعالية والشفافيـة على العمل الإنساني، وتكريس المساءلة بشأنه وضبط آليات مراقبته وتقييمه، كل ذلـك مـن أجـل ضمـان استفـادة اللاجئيـن أنفسهـم، دون غيرهم، من المساعـدات الإنسانية، وعـدم تحـويلهـا أو استغلالهـا في ممارسات تسيء للعمل الإنساني”.

وشدد الملك محمد السادس أيضا على العمل من أجل ضمان الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، وفقا للمبادئ الراسخة في هذا المجال، المبنية على الحياد والنزاهة والاستقلالية، وتوفير الحماية للجهات الإنسانية الفاعلة، بما فيها الأطقم الطبية؛ تعزيزا لآليات العمل الإنساني الخلاق.